بريطانيا تقدم مساعدات إنسانية جديدة للسودان
تعتزم المملكة المتحدة تقديم مواد غذائية ومياه للشرب وغير ذلك من أشكال الدعم انقاذاً لحياة عائلات أرغمت على النزوح عن منازلها جراء القتال الأخير في السودان.
وستساهم بريطانيا بمبلغ 7 ملايين جنيه استرليني آخر استجابة لنداء الصندوق الإنساني المشترك للسودان التابع للأمم المتحدة، وفقاً لما أعلنته وزيرة شؤون التنمية الدولية البارونة نورثوفر اليوم خلال زيارتها إلى الخرطوم.
لقد أدى الصراع المستمر إلى إجبار المزيد من الناس على هجر بيوتهم بصورة تفوق أي وقت مضى منذ سنة 2003، ومن المتوقع الآن أن يصل عدد من يحتاجون إلى مساعدات عاجلة هذه السنة إلى أكثر من سبعة ملايين إنسان.
وبالإضافة إلى تقديم المواد الغذائية ومياه الشرب واللوازم الصحية، سوف تضمن هذه المساهمة المالية استمرار الأطفال المشرَّدين جراء الصراع في تلقي التعليم.
لقد تدهور الوضع الإنساني في السودان أكثر فأكثر في الأسابيع القليلة الأخيرة نتيجة لتفاقم الصراع في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردوفان. وتقدِّر اليونيسيف أن حوالي 6,000 طفل قد نزحوا عن ديارهم أثناء القتال الأخير بمنطقة جبل مرَّه، وزاد تفاقم الوضع سوءاً جراء موجة البرد الشديد.
قالت البارونة نورثوفر:
يُعتبر الصراع في دارفور واحداً من أطول صراعات أفريقيا وكان أن أدى ازدياد القتال إلى إرغام المزيد من الناس على هجر منازلهم.
إن بريطانيا لن تتخلى عن الأسر التي عانت من الفقر نتيجة سنوات من الصراع. وبينما أن هذا التمويل الجديد سيساهم في تلبية الاحتياجات الأساسية، فإن السلام الدائم هو وحده الذي سيمكِّن الناس من بناء حياة مزدهرة غير معتمدة على المساعدات.
تظل المملكة المتحدة أكبر المانحين للصندوق الإنساني المشترك للسودان التابع للأمم المتحدة، إذ إنها قدمت للصندوق تقريبا نصف تمويله خلال عام 2014. ومن النتائج الأخرى لهذا التمويل أنه أمَّن علاج أكثر من 35,000 طفل من سوء التغذية، وتزويد 91,500 من النازحين داخلياً بإمدادات زراعية، إضافة إلى تقديم خدمات طبية استشارية في عيادات خارجية لحوالي 760,000 شخص.
وستلتقي البارونة نورثوفر خلال زيارتها مع مسؤولين سودانيين لبحث الإصلاحات السياسية اللازمة لتحقيق سلام دائم، وإثارة قلق المملكة المتحدة حيال أوضاع حقوق الإنسان في السودان. وستزور أيضا مبادرات مموَّلة من المملكة المتحدة ومن بينها برنامج القسائم الغذائية الذي يشرف عليه برنامج الأغذية العالمي، وحملة دعم الأمهات الجُدُد ليتفهّمن مخاطر عمليات ختان الإناث.
وبالمساهمة الجديدة هذه البالغة 7 ملايين جنيه استرليني يصبح إجمالي ما قدّمته المملكة المتحدة إلى الصندوق الإنساني المشترك للسودان 313 مليون جنيه استرليني منذ 2006.
لقد أنشئ الصندوق الإنساني المشترك في عام 2006 خصيصا لتخصيص وتوزيع إعانات عند الحاجة تلبية لأشدِّ الاحتياجات الإنسانية في السودان. وتُوزَّع أموال الصندوق على مشاريع منضوية في خطة الاستجابة الإستراتيجية في السودان، وتماشيا مع هذه الأهداف الإستراتيجية لهذه الخطة، وتلبيةً للاحتياجات الإنسانية المفاجئة وغير المنظورة.
واضافة إلى ما سلف، قدمت المملكة المتحدة مبلغ 47 مليون جنيه استرليني من المساعدات الثنائية للسودان خلال 2013-2014. وكانت هذه المساعدات على شكل برامج صحية وأخرى ذات علاقة بالتغذية استفاد منها 222,000 شخص، إلى جانب توفير الأمن الغذائي ومساعدات معيشية استفاد منها 660,000 شخص.