دعم مالي لجمعية خيرية تقدّم خدماتها في اليمن
تلقّت جمعية ميرسي كور الخيرية، التي مقرها في إدنبره، تمويلا من الحكومة البريطانية للتوسّع في تقديم خدماتها التي تساهم في إنقاذ الأرواح في واحدةٍ من أسوء المناطق المتأثرة بالصراع في اليمن.
ما زال اليمن يعاني من أسوء أزمة إنسانية في العالم، إذ أن أكثر من 22 مليوناً من سكانه، أي نسبة 75% من إجمالي السكان، بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
ومن شأن الخدمات الجديدة التي تقدمها جمعية ميرسي كور، بتمويل حكومي بريطاني، أن توفر المساعدات للآلاف من الناس الذين فروا من الصراع في الحديْدة وضواحيها في شمال اليمن إلى مدينتي المخا والضُّباب.
ستؤمّن جمعية ميرسي كور لهؤلاء الناس الضعفاء، الذين لا يستطيعون حالياً الحصول على الخدمات الأساسية، سبيلاً للتزوّد يومياً بأكثر من 73,000 لتر من الماء النظيف اللازم لبقائهم على قيد الحياة. وستساعد الجمعية أيضا ما يزيد عن 21,000 شخص على شراء مواد غذائية من خلال تحويلات مالية نقدية، وهي واحدةٌ من الطرق المباشرة الأكثر فعالية لمساعدة المجتمعات التي تواجه أزمات مثل هؤلاء النازحين عن الحُديدة.
تقوم التحويلات المالية على أساس تقديم مبالغ متواضعة من النقود إلى العائلات المحتاجة حتى تتمكّن بنفسها من شراء ما يلزمها من مواد أساسية كالغذاء والماء والدواء. وهذه الطريقة تعطي أفضل مردود بالنسبة لدافع الضرائب البريطاني، وتحفظ للمتلقين للمعونة الكرامة التي تليق بهم، حيث تُظهر بعض الأبحاث أن كل جنيه إسترليني يُقدّم بطريقة التحويلات المالية يمكن أن يشتري ما قيمته 1.20 جنيه من المساعدات التقليدية.
وقد أعلن وزير شؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، عن هذا الدعم خلال زيارة لمكاتب ميرسي كور في وسط إدنبره.
قال السيد بيرت:
سعدتُ بزيارة مكاتب ميرسي كور في إدنبره والاستماع إلى مزيد من التفاصيل حول الطرق التي تساهم بها المساعدات البريطانية في دعم العمل الحيوي الذي تقدمه الجمعية في اليمن وفي أنحاء العالم.
المملكة المتحدة مستمرة بالشعور بقلق شديد جراء الأزمة الإنسانية في اليمن، والتي تعتبر أكبر أزمة في العالم. ولهذا السبب كانت المملكة المتحدة ثاني أكبر المانحين استجابة لنداء الأمم المتحدة الإنساني بشأن اليمن العام الماضي.
لقد أدى الصراع إلى إرغام الآلاف على الرحيل عن بيوتهم والتخلي عن أعمالهم ومصادر رزقهم. ودعمنا لجمعية ميرسي كور سيضع النقد مباشرة في أيدي 21,000 من بعض من أكثر اليمنيين حاجةً للمساعدة، وذلك لضمان توفر ما يكفي من المال معهم لشراء الطعام والمواد الأساسية الأخرى التي يحتاجونها للبقاء على قيْد الحياة.
وفي نهاية المطاف، لا شيء غير التسوية السياسية يمكن أن يحقق استقراراً طويل الأجل في اليمن، ويضع نهاية للأزمة الإنسانية؛ ومن هنا فإن الأولوية القصوى تظل لمحادثات السلام. وإننا نهيب بكل الأطراف أن تنضم إلى المملكة المتحدة في دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد سلام يصب في صالح الشعب اليمني وأمن جيران اليمن.
وقال سايمون أوكونيل، المدير التنفيذي لجمعية ميرسي كور:
في وقت بلغ فيه العَوَزُ في اليمن حداً غير مسبوق، فإن المساعدات البريطانية تلعب دوراً حيوياً في مساعدة ميرسي كور على تلبية الاحتياجات الطارئة للعائلات التي اضطرت إلى الهرب من بيوتها. لكن معاناتهم لن تنتهي ما لم تتحقق تسوية سياسية للصراع في اليمن.
ولا بدً للمنظمات الإنسانية، مثل ميرسي كور، أن تكون لديها القدرة على تقديم دعم يحفظ الأرواح بصورة سليمة وآمنة، وعلينا الاستمرار في كل المساعي لحماية مجال العمل الإنساني.
ملاحظات للمحررين:
- لا تزال المملكة المتحدة تشعر بقلق شديد حيال الأزمة الإنسانية في اليمن – والتي تعتبر أكبر أزمة في العالم. فهناك أكثر من 22 مليون شخص – أي 75% من السكان – بحاجة إلى مساعدات إنسانية. ويحتاج أكثر من 11 مليون شخص إلى مساعدة فورية من أجل البقاء أو الاستمرار في العيش. وتقدّر الأمم المتحدة بأن 17.8 مليون شخص في اليمن ليس لديهم مصدر مضمون للحصول على الغذاء، وأن هناك 8.4 مليون شخص يواجهون نقصاً غذائيا حاداً.
- هذا يعني رصد مبلغ مالي إضافي قدره 2.7 مليون جنيه (3.5 مليون دولار) لجمعية ميرسي كور دعما لنشاطها في اليمن. وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت في وقت سابق هذا العام عن رصد ما مجموعه 170 مليون جنيه (223 مليون دولار) عن السنة المالية 2018-2019 وذلك استجابة للأزمة الإنسانية في اليمن. ومن شأن هذه المساعدة أن تلبي الاحتياجات الغذائية العاجلة لما مجموعه 2.5 مليون يمني، وبذلك يصل إجمالي ما قدمته المملكة المتحدة من دعم ثنائي لليمن لأكثر من 570 مليون جنيه (749 مليون دولار) منذ عام 2015.
- يظهر بحث مستقل حول برنامج التحويلات النقدية في لبنان أنه حقق قيمة أفضل بنسبة 20%، وبهذا فإن كل جنيه إسترليني من الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة عبر التحويلات النقدية يوفر مساعدة قيمتها 1.20 جنيه. وتظهر الأدلّة أن تحويلات النقد الرقميّة تخضع لقدْر أكبر من المساءلة وحماية أفضل ضد السرقة والتسريب والفساد.
- تعتبر ميرسي كور منظمة عالمية رائدة تستمد قوتها من إيمانها بإمكان وجود عالم أفضل. فهي في أوقات الكوارث والمحن، وفي أكثر من 40 بلدا حول العالم، تشارك الآخرين في تفعيل حلول كبيرة وجريئة – وبالتالي تساعد الناس في تجاوز الشدائد وبناء مجتمعات أقوى من الداخل. www.mercycorps.org.uk