المساعدات البريطانية توقف "الرعب الذي لا يوصف" لموت الأطفال بالالتهاب الرئوي هذا الشتاء في سورية
أعلنت وزيرة التنمية الدولية عن حزمة جديدة من المساعدات البريطانية لمنع وقوع آلاف الأطفال السوريين الذين لا حيلة لهم ضحايا "لبطش هجمة الشتاء القارس".
عادةً ما تبدأ درجات الحرارة في سورية بالتدنّي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وعندئذ قد تتسبب أمراض التنفّس كالالتهاب الرئوي، في وفاة واحد من بين كل 3 أطفال - بينما كانت النسبة واحداً من بين كل 10 قبل بدء الأزمة.
وتعتبر الالتهابات الصدرية حاليا السبب الأول لاحتياج الأطفال في سورية للعناية الطبية. وستوفر المساعدات البريطانية التطعيم والعلاج المبكِّر للسعال والزكام، ما يحول دون تعرّض الأطفال للإصابة بأمراض تهدِّد حياتهم.
إن من يعيشون في الخيام أو الملاجئ المؤقتة في سورية يفعلون كل ما يستطيعون للبقاء على قيد الحياة حين تهبط درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، غير أنهم يكابدون لتوفير الاحتياجات اليومية الأساسية كالطعام وما يحتاجونه من رعاية طبية. والبيئة غير النظيفة التي يعيشون فيها تزيد من فرص التهابات الصدر، كما إن سوء التغذية يضاعف بنسبة 15 مرّة احتمالات وفاة الأطفال بالالتهابات الرئوية.
إلى جانب تقديم دعم طبي لإنقاذ الأرواح، تساهم المساعدات البريطانية أيضا في ترميم المباني الكبيرة لتصبح أماكن آمنة ونظيفة ليقيم فيها الناس طيلة فترة احتياجهم لها، لمساعدتهم الآن وفي شتاء السنوات القادمة أيضا. كما توفر المساعدات البريطانية لأكثر من 100,000 شخص وجبات ساخنة وملابس وبطانيات للوقاية من البرد للحيلولة دون إصابة الأطفال بالمرض في المقام الأول.
سوف توفر المساعدات البريطانية ما يلي:
- ما يزيد عن 1.3 مليون استشارة طبية، من بينها 700,000 استشارة طبية في مجال الإنجاب ورعاية الأمومة والطفولة بهدف توفير العلاج المبكر للأطفال ومنع الإصابة بأمراض كالالتهاب الرئوي.
- لقاحات لأكثر من 100,000 شخص للمساعدة في منع الالتهابات وتقوية مناعتهم للأمراض.
- الدعم لحوالي 102,500 شخص، من بينهم عائلات تعيش في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها، حيث يتم تزويدهم بمستلزمات الشتاء من بطانيات وملابس تقي من البرد ولوازم المطبخ ليستعينوا بها في إعداد وجبات ساخنة.
- إسكان 3,000 شخص في ملاجئ آمنة من خلال ترميم 600 وحدة سكنية مجهزة بالتدفئة وتتوفر لها أبواب ونوافذ جديدة ومنافع سالكة.
قالت وزيرة التنمية الدولية بريتي باتيل:
إن الصراع الوحشي في سورية يعني أن مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال المحتاجين للمساعدة سيواجهون شتاء قاهراً آخر.
وتعتبر الالتهابات الرئوية رعبا لا يوصف في الأزمة السورية، ويقع أطفال لا حيلة لهم ضحايا لهجمة الشتاء القاسية قبل أن تكون حياتهم قد بدأت بداية سليمة.
يجب ألا يكون البرد سببا لوفاة أي طفل. وإلى جانب تقديم لقاحات وعلاج طبي لحماية الأرواح، بدأنا بالعمل لتدعيم المباني لعزلها حراريا لمقاومة هبوط درجات الحرارة داخلها إلى ما دون الصفر، ومنع وقوع هذه الوفيات دون داعٍ خلال فصول الشتاء المقبلة.
وإنني أهيب بالمجتمع الدولي أن يلتزم بتعزيز وتقديم الدعم الذي لن يقتصر على حفظ أرواح الناس وحسب، بل يهيئ لهم فرصة الكفاح لبناء حياتهم من جديد.
لقد أسفرت الحرب الأهلية السورية الوحشية حتى الآن عن مقتل 400,000 إنسان تقريبا، وتسبب الصراع في نزوح أكثر من 11 مليون شخص، وفي نقص شديد في الغذاء والماء النظيف والرعاية الصحية.
واضطرّ أكثر من نصف سكان سورية إلى النزوح جراء العنف، ويقيم نحو 3 ملايين شخص في أماكن يصعب الوصول إليها. وحزمة المساعدات البريطانية المعلن عنها اليوم تشمل دعما ضروريا يتم إدخاله عبر مختلف النقاط الحدودية ليصل إلى الناس العالقين في المناطق المحاصرة في سورية.
إن المملكة المتحدة في طليعة الاستجابة للأزمة السورية، وقدمت بالفعل 26.2 مليون حصة غذائية، و9.8 مليون حزمة إغاثة، و8.3 مليون لقاح للتطعيم ضد الأمراض الفتاكة، و10.4 مليون استشارة طبية للمحتاجين إلى المساعدة.
ملاحظات للمحررين:
- حزمة المساعدات المعلن عنها اليوم البالغة 62 مليون جنيه هي مخصصات جديدة من الدعم الذي رُصد استجابة للأزمة السورية، وسيُقدم للشركاء العاملين حاليا على الأرض في سورية، بما فيهم وكالات الأمم المتحدة.
- يشمل هذا الدعم الجديد 15 مليون جنيه لليونيسيف، و12 مليون جنيه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، و7.2 مليون جنيه للمجلس الدانماركي للاجئين، و6 ملايين جنيه لمنظمة الصحة العالمية، و21.8 مليون جنيه لمنظمات أخرى غير حكومية. وتمتنع وزارة التنمية الدولية عن ذكر أسماء عدد من شركائها الآخرين العاملين في سورية لضمان سلامتهم وأمنهم.
- المملكة المتحدة مانح رئيسي في الاستجابة الإنسانية. وقد رصدنا حتى الآن أكثر من 2.46 مليار جنيه من الأموال لمساعدة المنطقة.