المملكة المتحدة والهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية
يستضيف وزير الخارجية البريطاني في 7 سبتمبر (أيلول) اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية الذي يحضره عدد من وزراء الخارجية من أنحاء العالم. وسوف تعلن الهيئة العليا للمفاوضات خلال الاجتماع رؤيتها السياسية لسورية التي تشرح بالتفصيل كيف تهدف للتفاوض على التوصل لنهاية سياسية للصراع، وأسس النظام السياسي الجديد.
الهيئة العليا للمفاوضات هي المظلة التي تأسست في نهاية سنة 2015 لتمثيل المعارضة السياسية المعتدلة والجماعات المسلحة التي تعارض نظام الأسد. وهي تضم في عضويتها جماعات سورية تتراوح من معارضين مقرهم في دمشق وحتى جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة. وتعكس عضويتها تنوع ووجهات نظر المجتمع السوري. ويلتزم كافة أعضاؤها بالتوصل لتسوية سياسية عبر التفاوض تستند إلى إعلان جنيفالذي صدر في 30 يونيو (حزيران) 2012 والذي يحدد أسس الانتقال السياسي في سورية. يشمل هذا الإعلان مبادئ من بينها ضمان تطبيق الإعلان في بيئة يسودها الأمان والاستقرار والهدوء. كما يحدد الإعلان الخطوات الأساسية في عملية الانتقال، كتشكيل هيئة حكم انتقالي وضمان تمثيل كافة الجماعات وفئات المجتمع السوري. وقد تبنى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 إعلان جنيف. والهيئة العليا للمفاوضات تمثل المعارضة السورية في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
ما هي رؤية الهيئة العليا للمفاوضات بشأن سورية؟
ما تريده الهيئة العليا للمفاوضات لسورية هو: إجراء انتخابات ديموقراطية، ودستور جديد يحمي حقوق الإنسان لجميع السوريين، ومشاركة تامة من جميع أفراد المجتمع (بمن فيهم النساء)، وحرية الصحافة، وقوات أمن يثق الشعب بأنها تحفظ أمنه، ونهاية دائمة لطغيان نظام الأسد.
كيف ستحقق الهيئة العليا للمفاوضات ذلك؟
خطوتها الأولى هي السعي لحماية كافة المدنيين، وإنهاء الحرب، ووقف البراميل المتفجرة التي يسقطها النظام على الشعب. حينها فقط يمكنها اتخاذ الخطوات اللازمة لنقل السلطة سلميا إلى هيئة حكم انتقالي ممثلة للجميع وتخضع للمساءلة. وتتولى حكومة انتقالية شؤون الحكم إلى حين انتخاب حكومة ديموقراطيا. والحكومة المنتخبة حديثا توفر السلام والأمن لكافة السوريين.
ما سبب دعم المملكة المتحدة للهيئة العليا للمفاوضات وليس الأسد؟
تعتقد المملكة المتحدة بأن عملية الانتقال السياسي هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل مستقر لسورية. ونظام الأسد مسؤول بشكل مباشر عن الأزمة في سورية. حيث سقط ما يفوق 400,000 قتيل من السوريين في سبيل أن يتشبث الأسد بالسلطة، ونظام الأسد مسؤول عن مقتل 85-90% من القتلى المدنيين. وبربرية نظام الأسد – من إسقاط البراميل المتفجرة، والاعتداءات بغاز الكلورين، وتكتيك الحصار – هي السبب الأساسي وراء أزمة اللاجئين. كما إن حكم الأسد يشجع نمو جماعات متطرفة مثل داعش. وليس بالإمكان هزيمة داعش بينما الأسد على رأس الحكم. وهدف المملكة المتحدة هو تشكيل حكومة يمكن العمل معها للتصدي لداعش وغيره من المتطرفين. وذلك يجعل التوصل لتسوية سياسية والانتقال بعيدا عن الأسد أمرا عاجلا أكثر.
إن المملكة المتحدة في طليعة الجهود الدولية لمعالجة الأزمة السورية. حيث تستغل عضويتها في مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية لدعم سورية للمطالبة بالالتزام بوقف الأعمال القتالية وإدخال المساعدات دون عراقيل. وقد رصدت المملكة المتحدة 2.3 مليار جنيه استرليني من المساعدات للمنطقة منذ اندلاع الأزمة. وهي تقدم للسوريين مجموعة مختلفة من أشكال الدعم، بما في ذلك للمعارضة المعتدلة. كما إن المساعدات البريطانية تنقذ الأرواح، وتهدف لتقوية المجتمع المدني ومكافحة الإرهاب والترويج لحقوق الإنسان والمساءلة. والمملكة المتحدة تفعل ذلك للمساعدة في إرساء أسس مستقبل أكثر سلاما وديموقراطية. يمكن قراءة المزيد عن الدعم البريطاني لسورية.