المملكة المتحدة تعزز جهود مكافحة الإرهاب في العراق فيما تتهاوى خلافة داعش
تيريزا ماي: التزام المملكة المتحدة لا يقتصر على إلحاق الهزيمة بداعش عسكرياً، بل أيضا مواجهة انتشار المقاتلين الأجانب من العراق وسورية.
في 29 نوفمبر 2017 أصبحت رئيسة الوزراء أول زعيم أجنبي كبير يزور العراق منذ تحرير الموصل، حيث أعلنت التزام بريطانيا بالتصدي لإرهاب داعش المتغير، ومواجهة انتشار المقاتلين الأجانب في أعقاب طرد داعش من أراضي المعركة في سورية والعراق.
وفي حديثها إلى الجنود البريطانيين في العراق، قالت رئيسة الوزراء إن نجاحنا العسكري ضد داعش يعني فقدانه المتزايد للسيطرة على مناطق نفوذه وموارده، غير أن رد داعش يردّ على نجاحنا العسكري هو أنه أصبح أكثر انتشاراً وتواصلا.
وبالتالي أعلنت رئيسة الوزراء الالتزام بثلاثة أمور محدَّدة لمواجهة خطر داعش المتغيِّر، وإدارة خطر المقاتلين الأجانب العائدين إلى أوروبا:
-
أولا، سوف نعمِّق علاقتنا مع العراق في مجال التصدي للإرهاب. سوف تستثمر المملكة المتحدة 10 ملايين جنيه خلال السنوات الثلاث القادمة في بناء قدرات العراق بمجال مواجهة الإرهاب كي يقف في وجه الخطر الجديد. ذلك يعني زيادة أعداد العسكريين العاملين مع الوكالات الحكومية العراقية المسؤولة عن مكافحة الإرهاب. كما أنه يعني نشر موارد فرض القانون لتطوير مسارات قضائية فعالة. ومن شأن ذلك أن يتيح لنا معاينة الأخطار المحدقة بالعراق وبنا نحن، والردّ عليها بالاشتراك مع القوات العراقية.
-
ثانياً، سنعمل مع شركاءنا في المنطقة لتطوير البنية التحتية على الحدود، وقوائم المطلوبين، والإمكانات البيومترية، وذلك لمواجهة انتشار المقاتلين الأجانب. وسيساعد هذا الأمر في التكفّل بالتعرّف على هؤلاء المقاتلين ووقفهم وعرقلة تحركهم قبل أن يتمكنوا من إلحاق الأذى بالناس، وبهذا نستطيع الإشراف على عودة النساء والأطفال.
-
ثالثا، سنقوم نبذل المزيد من الجهود للتصدي لاستغلال الإرهابيين للإنترنت. وقد نادت رئيسة الوزراء مؤخرا، أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالاشتراك مع الرئيس ماكرون ورئيس الوزراء جنتيلوني و70 دولة أخرى، بأن تتحمل شركات الاتصالات الكبرى مسؤولياتها، وتحذف ما يُنشر خلال ساعة أو ساعتين من ظهوره على الإنترنت. وقد بدأت الشركات بالتنفيذ فعلا: أسّست وتولت إدارة منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب، ولكنها بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود وبصورة أسرع لتحديد محتوى ما يُنشر وحذفه، وفي نهاية المطاف منع نشره أصلا على الإنترنت.
كما أعلنت رئيسة الوزراء اليوم أيضا أن المملكة المتحدة ستواصل دعم أجهزة الدفاع والأمن العراقية من خلال توفير تدريب للعسكريين، بما في ذلك تخصيص مقاعد للطلبة العراقيين في الدورات العسكرية البريطانية المتقدمة، في الكليات العسكرية والأكاديمية العسكرية، إضافة إلى استمرار فرق التدريب البريطانية في تطوير كفاءة المدرِّبين العراقيين، وتوفير دعم لهم في مجال تقديمهم لدورات تدريبية حول مواضيع مثل مواجهة العبوات الناسفة، والعلاج الطبي في ميدان المعركة، والتخطيط العسكري، والمهارات اللوجستية، وحماية القوات.
وكانت رئيسة الوزراء قد زارت في وقت سابق اليوم القوات البريطانية وقوات التحالف والقوات العراقية في التاجي، وهنّأتهم على النجاح في حملة مكافحة داعش. يتواجد في التاجي حوالي 80 عسكريا بريطانيا، وكانت تلك فرصة لرئيسة الوزراء لأن تلتقيهم مع نظرائهم في التحالف يتولّون تدريب قوات الأمن العراقية.
وفي تصريح لها من العراق، قالت رئيسة الوزراء:
إن قدرة داعش على بثّ الدعاية المغرضة بسرعة جذبت الإرهابيين من أنحاء العالم إلى العراق وسورية، ما أدى إلى مقتل الآلاف من الناس الأبرياء وتدمير البنية التحتية العراقية.
وإن النجاح العسكري ضد داعش يعني أنه يواصل باطراد فقدان السيطرة على الأراضي والموارد والسكان، وهي العناصر التي أتاحت له تشكيل خطر فريد ن نوعه على العراق والمنطقة وأوروبا.
ولكننا توقعنا دائما أن تتغيَّر صورة وشكل خطر داعش. حيث ردا على نجاحنا العسكري، أصبح داعش أكثر انتشاراً، وتواصلاً. إن التزام المملكة المتحدة لا يقتصر على إلحاق الهزيمة بداعش عسكرياً، بل أيضا مواجهة انتشار المقاتلين الأجانب من العراق وسورية.