المملكة المتحدة تبدأ تعاونا فضائيا دوليا جديدا
مشاريع الفضاء الدولية في مجال التحكم الآلي، والإغاثة في حالات الكوارث، والحطام الفضائي ربما تكون من ضمن مجالات التعاون الرائد الجديد، والذي سيدعمه التمويل الحكومي الجديد بحوالي 5 ملايين جنيه إسترليني.
من خلال صندوق الفضاء المحلي الجديد للحكومة، البرنامج الوطني للابتكار في مجال الفضاء، ستمول وكالة الفضاء البريطانية تقنيات وخدمات مبتكرة لدعم التجارة البريطانية والعلوم والأمن في المملكة المتحدة، بالتعاون مع دول تلعب دوراً كبيراً في مجال الفضاء مثل أستراليا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة.
سوف يُمنح التمويل - من 250,000 إلى 2.5 مليون جنيه إسترليني - لأفضل المشاريع التعاونية الدولية من قطاع الفضاء البريطاني والأوساط الأكاديمية والمؤسسات البحثية.
قالت وزيرة شؤون العلوم أماندا سولواي:
يلعب قطاع الفضاء البريطاني دوراً مهماً في معالجة بعض من أكبر التحديات في العالم – من مراقبة تغير المناخ إلى توفير إمدادات الإغاثة الحيوية للبلدان المتضررة من الكوارث الطبيعية.
إن التمويل الذي نعلن عنه اليوم سيوفر لعلماء وباحثي الفضاء الرائدين في المملكة المتحدة منصة دولية لمواصلة تحقيق الإمكانات المذهلة لتكنولوجيا الفضاء، بالتعاون مع شركائنا العالميين، بالإضافة إلى تعزيز الصادرات الفضائية البريطانية وخلق وظائف تتطلب مهارات.
تغطي المشاريع المحتملة مجموعة كبيرة من الأنشطة الفضائية، من معالجة الحطام الفضائي بواسطة تقنيات المراقبة الجديدة، إلى استخدام الأقمار الصناعية لرصد الأرض وذلك لتتبع قضايا مثل تغير المناخ، وعلوم الفضاء، وتطبيقات الأقمار الصناعية لتقديم إغاثة متخصصة في حالات الكوارث.
وقالت أليس بَن، المديرة الدولية لوكالة الفضاء البريطانية:
يمثل هذا التمويل خطوة مهمة لزيادة تأثير قطاع الفضاء البريطاني على المسرح العالمي.
هنالك أكثر من 100 دولة ترتاد الفضاء في جميع أنحاء العالم الآن، والكثير من هذه الدول يتطلع إلى التعاون مع المملكة المتحدة. وهذا التمويل يمكننا من اغتنام تلك الفرص وتطويرها، وخلق وظائف تتطلب مهارات عالية، بالإضافة إلى تعزيز اقتصادنا.
يستند هذا التمويل على العمل الحالي الذي تقوم به وكالة الفضاء البريطانية على المسرح العالمي. وفي شهر يونيو، وقعت حكومتا المملكة المتحدة والولايات المتحدة اتفاقية تمهد الطريق للشركات الأمريكية للعمل من الموانئ الفضائية في المملكة المتحدة وتصدير تكنولوجيا إطلاق المركبات الفضائية، إذ تهدف المملكة المتحدة إلى أن تكون أول عمليات لإطلاق المركبات الفضائية اعتبارا من أوائل العقد الثالث من القرن الحالي.
وفي شهر سبتمبر 2019، وقعت المملكة المتحدة اتفاقية مع وكالة الفضاء الأسترالية لوضع الأسس لمفاوضات سريعة وودية بشأن الفرص المتعلقة بالفضاء، وذلك بموجب أي ترتيبات تجارية مستقبلية ممكنة بين المملكة المتحدة وأستراليا.
كما تدير وكالة الفضاء البريطانية برنامجها الناجح للشراكة الدولية، الذي تقدر تكلفته بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني سنوياً، والذي قدم منحاً لتمويل 43 مشروعاً في حوالي 50 دولة نامية في أنحاء إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية، وأقام شراكات جديدة بين 186 منظمة بريطانية و183 من المنظمات الدولية.
يمثل قطاع الفضاء البريطاني قصة نجاح اقتصادي كبير، حيت نما بنسبة تزيد عن 60% منذ عام 2010. وهذا القطاع يدعم فعلياً 300 مليار جنيه إسترليني من النشاط الاقتصادي البريطاني من خلال الاستعانة بخدمات الأقمار الصناعية، ويعمل فيه أكثر من 40 ألف شخص. وكما أن هنالك المزيد من الفرص، حيث يتوقع قطاع الفضاء أن يبلغ حجم سوق تقنيات رصد الأرض والاتصالات مستقبلا 60 مليار جنيه إسترليني.
تعد العلاقات الدولية القوية والقدرة على تمويل مشاريع جديدة من الأمور بالغة الأهمية لتلبية طموحات الحكومة المتزايدة في مجال الفضاء. وسوف يساعد التمويل الجديد في تعزيز الصادرات الفضائية البريطانية، والتي تبلغ قيمتها حاليا 5.5 مليار جنيه إسترليني كل عام، في مجالات مثل منصات الأقمار الصناعية وأنظمة الاستشعار والبرمجيات المتقدمة.
كما ستظل المملكة المتحدة عضواً رائداً في وكالة الفضاء الأوروبية، وهي مستقلة عن الاتحاد الأوروبي.