لماذا تحتاج الفتيات والنساء احترامنا ودعمنا
إن شراكة المملكة المتحدة مع النساء الفلسطينيات تحقق نتائج حقيقية على أرض الواقع. لكن ما زال هناك الكثير للقيام به.
إن العملية السياسية التي يقودها القادة الإسرئيليون والفلسطينيون ذوي الشجاعة و البصيرة هي فقط التي يمكنها أن تحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتمنح الفلسطينيين الحقوق والحريات التي يستحقونها. وفي الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات، يبقى الناس بحاجة للأمل الى حياة أفضل. و اليوم، أريد أن أتوجه لنصف المجتمع الفلسطيني المتمثل بالنساء والفتيات.
إن حكمة وصبر وصمود المرأة الفلسطينية واضحة. فدور المرأة حاسم في بناء الدولة وفي الازدهار الاقتصادي والرفاهية الإجتماعية في أي بلد. لكن صوتها قد يضيع أحيانا في وسط أصوات الرجال العالية.
أوضحت مؤخرا وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية، جاستين جرينينج، التزام المملكة المتحدة لتحسين الحياة اليومية للفتيات والنساء هنا وحول العالم. نحن ملتزمون بتحدي العادات و السلوكيات الاجتماعية التي تديم العنف وعدم المساواة، ودعم القدرة على التحدث بأمان؛ وتعزيز الأطر القانونية التي تحمي حقوق المرأة. وتحدد الاستراتيجية الفلسطينية البريطانية للنوع الاجتماعي خططنا لتحقيق رؤية وزيرة الدولة للنوع الإجتماعي بالشراكة مع السلطة الوطنية الفلسطينية. وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد نشرت استراتيجية وطنية للنوع الاجتماعي واستراتيجية لمكافحة العنف ضد المرأة في عام 2011. نحن نرحب بهذه الاستراتيجيات، ولكن لا يمكن أن نرى أثرها إلا إذا ما نفذت بشكل منهجي.
و يعطي برنامج المملكة المتحدة للتنمية في الأراضي الفلسطينية الأولوية للنساء والفتيات بطريقتين: الأولى عن طريق التركيز على الحماية والأمن والعدالة. نحن ندعم جهود الشرطة المدنية الفلسطينية لتعزيز الطريقة التي تستجيب فيها إلى العنف الأسري، وتحسين وصول المرأة إلى العدالة، ومساعدة السلطة الفلسطينية في جهودها لتحدي ومنع العنف ضد المرأة. ونحن نعمل أيضا مع الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تعطي أولوية لتصدي العنف القائم على النوع الإجتماعي. ونموّل أيضا المجلس النرويجي لللاجئين الذي يعمل بجهد على تحسين فرص الحصول على المساعدة القانونية في قانون الأسرة للمرأة المهمشة.
أما الجزء الثاني من دعم المملكة المتحدة فهو يركز على التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء. و هذا يعتمد على المساعدات المالية المنتظمة والموثوقة التي نقدمها إلى السلطة الفلسطينية ووكالة الغوث (الأونروا). حيث قدمت المملكة المتحدة ما بين عامي 2013- 2014 ما يزيد عن 67 مليون دولار أمريكي إلى السلطة الفلسطينية. وهذه الأموال هي جزء من التزامنا بتقديم 217 مليون دولار أمريكي (2011-2015) لمساعدة السلطة الفلسطينية على تشغيل المستشفيات والمدارس والشرطة وتقديم الخدمات الاجتماعية، والتي تعد جميعها ذات أهمية بالغة بالنسبة للنساء والفتيات. كما تدعم المملكة المتحدة تقديم عدد من الخدمات الرئيسية للاجئين الفلسطينيين عن طريق مساهمتنا ب 178مليون دولار أمريكي للاونروا خلال أربعة أعوام. هذا الدعم سيمكن 6000 امراة حامل من الحصول على الرعاية الطبية قبل الولادة وسيمكن 36،000 من الاطفال اللاجئين من الالتحاق بالمدرسة.
كما تقدم المملكة المتحدة، من خلال السلطة الفلسطينية، تحويلات نقدية إلى 7000 شخص من أفقر الناس في فلسطين التي يقع من ضمنهم عدد كبير من النساء. كما يوفر دعمنا للأونروا تحويلات نقدية ل 20،000 عائلة فقيرة. فريدة هي احدى هؤلاء المستفيدين وهي أرملة عمرها 65 سنة من جنين. تعاني فريدة من ضعف البصر وارتفاع ضغط الدم، وهي الشخص الوحيد القائم على رعاية ابنتها التي لديها متلازمة داونز. كانت وظيفة فريدة في قرية مجاورة لها تمكنها من دعم اسرتها بعد وفاة زوجها، ولكنها أصبحت غير قادرة على العمل بعد حادث سير. كانت الحياة صعبة ماليا واجتماعيا. كما أن وجود طفل من ذوي الإحتيجات الخاصة لا يزال يحمل وصمة اجتماعية غير مستحقة، نعمل نحن والسلطة الفلسطينية على إزالتها. قدمت فريدة طلبا لبرنامج التحويلات النقدية في وزارة الشؤون الاجتماعية. إنها تتلقى الآن ما يصل الى 1000شيكل بالاضافة الى معونات غذائية كل شهر. لقد تغيرت حياة فريدة الى الأفضل فورا.
رفيقة هي مستفيد اخر من هذا البرنامج، و هي أيضا أرملة من جنين. لقد سمحت لها التحويلات النقدية والدعم الاضافي أن تنتقل من بيع منتجات الحليب مما تنتجه أغنامها الى امتلاك سوبر ماركت صغير.
عندما سئلت عن برنامج التحويلات النقدية، قالت رفيقة:
“لقد أصبحت امرأة أفضل. لا يوجد شيء أفضل في الحياة من أن تأكل مما تصنعه يديك نتيجة عملك الشاق بدلا من الاعتماد على الآخرين لإطعامك. “
إن شراكة المملكة المتحدة مع النساء الفلسطينيات، من خلال السلطة الفلسطينية، تحقق نتائج حقيقية على أرض الواقع. ما زال هناك الكثير للقيام به. ونحن نريد أن نساعد الفلسطينيين -نساءا ورجالا- وهم يبنون معا دولة مزدهرة ومستقلة وسلمية. و المساواة بين الجنسين هو المفتاح لهذا المسعى. وستلعب المملكة المتحدة دورها في مساعدة جهود الشعب الفلسطيني المثيرة للإعجاب لتحقيق وإدامة المساواة في كل شيء أمام القانون.
Updates to this page
تاريخ آخر تحديث 8 March 2014 + show all updates
-
Added translation
-
First published.