خطاب

الدبلوماسية والحوار هما أفضل السبل لتحقيق مستقبل مستقر في سورية: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن الدولي

كلمة السفيرة باربرا وودورد، المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سورية.

أود أن أبدأ بتوجيه الشكر للمبعوث الخاص بيدرسون، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة فليتشر على إحاطتيهما.

والشكر أيضا موصول للسيدة سيف على إحاطتها وعلى جهود مناصرتها الدؤوبة.

نحن نردد دعواتكم لتحقيق عملية انتقال سياسي شاملة للجميع تعطي الأولوية لمشاركة المرأة ودورها القيادي في سورية.

السيد الرئيس، أود أن أتطرق إلى ثلاث نقاط اليوم.

أولا، احتفل السوريون هذا الشهر بالذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الانتفاضة ضد نظام الأسد.

أخيرا، يمكن للسوريين أن يشهدوا آفاق مستقبل أكثر استقرارا وأملا.

لكن الأحداث المروعة التي وقعت هذا الشهر تظهر أيضا أن هذه المرحلة لا تزال هشة وحرجة في سورية.

ونحن نرحب بإعلان السلطات المؤقتة عن تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق مع الأفراد الذين ارتكبوا جرائم خلال الاشتباكات في المناطق الساحلية السورية، ومحاكمتهم.

إن تحقيق السلام والأمن في البلاد يصب في مصلحة جميع السوريين والمنطقة ككل.

والدبلوماسية والحوار هما أفضل السبل لتحقيق ذلك، ونحن نحث جميع الأطراف على الامتناع عن ارتكاب المزيد من أعمال العنف وممارسة ضبط النفس في هذه المرحلة الحرجة.

ونحن نشعر بالقلق إزاء إعلان وزير الدفاع كاتس بأن الوجود الإسرائيلي في المنطقة الفاصلة ومرتفعات الجولان يمكن أن يكون لفترة غير محددة.

هذا أمر غير مقبول، وعلى إسرائيل أن تقدم جدولا زمنيا واضحا ومعقولا لانسحابها بما يتماشى مع القانون الدولي.

ثانيا، ننوه علما بالتقدم الحاصل في عملية الانتقال السياسي في سورية.

ونحن نرحب بأحكام الإعلان الدستوري المتعلقة بحرية المعتقد والتعبير وحقوق المرأة، بالإضافة إلى الالتزام بإنشاء هيئة للعدالة الانتقالية.

وندعو للتنفيذ السريع لهذه الإجراءات، ونتمنى أن يوفر هذا الإعلان أرضية صلبة لعملية انتقالية تضمن الحقوق لجميع السوريين.

إن اتباع مقاربة واضحة في مسألة المساءلة والعدالة الانتقالية هو أمر أساسي لعملية المصالحة الوطنية، ولمنع تكرار العنف الذي شهدناه هذا الشهر.

وإحراز التقدم في هذا المجال لا يمكن أن ينتظر.

وفيما تقدم السلطات السورية المؤقتة على خطواتها التالية، فإننا ندعو إلى قيام عملية تشاورية وشاملة للجميع، وإلى تعيينات في الحكومة الانتقالية تعكس التنوع الغني في سورية.

وأخيرا، إننا ندرك التحديات الهائلة التي تواجه عملية إعادة إعمار سورية، وأن ذلك لا يمكن تحقيقه من دون التعافي الاقتصادي ودعم ينسقه المجتمع الدولي.    

إن المملكة المتحدة ملتزمة بتعافي سورية، وهو ما أكده تعهدنا خلال مؤتمر دعم سورية الذي عقد في بروكسل الأسبوع الماضي، بتقديم ما يبلغ 207 ملايين دولار أميركي من المساعدات الإنسانية الضرورية.

ذلك من شأنه أن يخفف بعضا من المعاناة في سورية، بالإضافة إلى مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، تلك الدول التي تستضيف بكل سخاء الكثير من اللاجئين.

وفي موازاة ذلك، خففت المملكة المتحدة بعض العقوبات المفروضة على سورية، وألغت تجميد أرصدة 24 كيانا ومؤسسة في قطاعات الطاقة والنقل والمال.

كما أصدرنا ايضا ترخيصا عاما لدعم المعاملات المتعلقة بالنشاطات الإنسانية في سورية.

وختاما، السيد الرئيس، إن المملكة المتحدة تقف مع الشعب السوري في مساعيه لبناء مستقبل أكثر استقرارا وحرية وازدهارا.

Updates to this page

تاريخ النشر 25 مارس 2025