خطاب

كلمة وزير الخارجية في مؤتمر جنيف حول سورية

ويليام هيغ: إننا على ثقة تامة أنه في حال فشل عملية السلام هذه، فإن آلاف آخرين من السوريين سوف يدفعون الثمن.

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

قال وزير الخارجية، ويليام هيغ:

أتوجه بالشكر الجزيل للأمين العام.

نجتمع اليوم وأمامنا المهمة العاجلة لتطبيق إعلان جنيف الصادر قبل 18 شهرا باعتباره خارطة طريق لإنهاء الصراع في سورية.

في ذلك الوقت كان عدد القتلى 15,000 بينما كان عدد اللاجئين 87,000 لاجئ مسجل في المنطقة. وكانت تلك الأرقام تبدو كبيرة جدا وفظيعة آنذاك.

إلا أن الإخفاق في تطبيق إعلان جنيف أدى لسقوط ما لا يقل عن 110,000 قتيل آخر بريء، وفرار 2.3 مليون شخص آخر ليصبحوا لاجئين - بمن فيهم مليون طفل، وهو رقم هائل.

هذه الأرقام تلسع ضمائرنا، وفيها تذكير مؤلم جدا للتكاليف الإنسانية لهذه الحرب، وتستدعي إعطاء أولوية عاجلة للمهمة التي أمامنا.

حيث أننا على ثقة تامة أنه في حال فشل عملية السلام هذه، فإن آلاف آخرين من السوريين سوف يدفعون الثمن. وإنني أهيب بأعضاء كلا الوفدين السوريَّيْن الانخراط في هذه المفاوضات بتلك الروح - وهم مدركين بأن مستقبل سورية ككل في خطر.

والحكومة السورية تتحمل مسؤولية خاصة عن هذه الأزمة ويمكنها بذل أكبر قدر من الجهود لإنهائها. إنني أدعوهم للالتزام بهدف التوصل لتسوية بالاتفاق بين الطرفين، ووقف العمليات على الأرض التي من شأنها تقويض المفاوضات.

لقد وافق الائتلاف الوطني على المشاركة في هذا المؤتمر في الوقت الذي تتعرض فيه بيوتهم وعائلاتهم لهجمات مستمرة. وقرار المشاركة لم يكن سهلا على رئيس الائتلاف الجربا وعلى قيادات الائتلاف، وإنني أشيد بهم لاتخاذ هذه الخطوة ومصادقتهم اليوم على إعلان جنيف باعتباره أساس عملنا اليوم. ونحن نقدم لهم كل دعمنا لقيامهم بذلك.

كما يجب أن نكون واضحين تماما بأن الصراع السوري لم يبدأ بالإرهاب. بل بدأ بمواطنين عاديين خرجوا للمطالبة بحريات سياسية واقتصادية أكبر، لكنهم ووجهوا بقوة وحشية وقمع بدل عرض إجراء تغيير سليم. ولا بد من المحاسبة على الجرائم الشنيعة التي ارتكبت في هذا الصراع، بما فيها الجرائم التي أشار إليها الخبراء القانونيون البارزون في الأسبوع الحالي.

وبسبب ذلك القمع تصاعدت تلك الاحتجاجات لتتطور إلى ثورة كبيرة وحرب أهلية، وحالة عدم الاستقرار هذه أدت لأن يصبح للمتطرفين موطئ قدم في سورية. لكنهم أقلية ضئيلة بالمقارنة بملايين السوريين الذين لم يشاركوا في هذا الصراع، والذين يريدون بل ويستحقون العيش بكرامة وأمن وحرية.

إن السبيل الوحيد لإنهاء سفك الدماء ومواجهة خطر التطرف هو بالتوصل لتسوية سياسية تشمل الجميع وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات وتطلعات كافة طوائف المجتمع السوري بالانخراط بعملية سياسية سورية، وتؤدي لعملية انتقال تتيح للشعب السوري اتخاذ قرار مستقل وديموقراطي لتحديد مستقبله.

إن جميعنا ممن صادقنا على إعلان جنيف ندرك الهدف المرجو: تشكيل هيئة حكم انتقالية في سورية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، ويكون تشكيلها بالاتفاق بين الطرفين، ما يعني ألا تضم أي أحد دون موافقة الآخرين، بما في ذلك الرئيس الذي دمر شرعيته بنفسه.

ونحن نعلم ما الخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف، وهي تشمل وضع جدول زمني ثابت لعملية انتقال بقيادة سورية تكون تعددية وديموقراطية لأجل مستقبل سورية؛ والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار لإتاحة دخول ووصول المساعدات الإنسانية فورا. وقد قدمت المملكة المتحدة 500 مليون جنيه استرليني من المساعدات وتعهدنا بتقديم 100 مليون جنيه آخر، لكن لابد من سبيل لتمكين وصول تلك المساعدات لمن هم بأمس الحاجة إليها. والعراقيل المتعمدة التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية غير مقبولة نهائيا وتعتبر تجاهلا فاضحا لبيان رئاسة مجلس الأمن الدولي الذي صدر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وحسب تقديرات الأمم المتحدة، هناك 2.5 مليون شخص داخل سورية لا تصلهم أي مساعدات، وإن وصلت فهي محدودة للغاية، بمن فيهم 225,000 من المحاصرين في مناطق تحت الحصار أو يصعب الوصول إليها. وهناك حاجة لجهود عاجلة لتحسين هذا الوضع.

كما يجب أن تشمل عملية الانتقال في سورية مشاركة كاملة من النساء، وفق ما يدعو إليه إعلان جنيف. ونحن في المملكة المتحدة كان بودنا أن نرى وجود دور رسمي للجماعات النسائية والمجتمع المدني في هذا الاجتماع. لكني أرحب بالتأييد الشديد من الأمين العام ومن السيد الابراهيمي لوجود نساء ضمن وفدي الطرفين. حيث لا يمكن التوصل لتسوية دائمة في سورية لا تشارك فيها النساء السوريات في كل مرحلة من مراحل هذه العملية، ولسوف نعمل نحن في المملكة المتحدة تجاه مشاركتهن التامة في هذه العملية.

هذه المحادثات هي مجرد بداية للعملية، وبالتالي فهي تتطلب الالتزام واتخاذ قرارات شجاعة، لكني أحث كلا الطرفين على البقاء حول طاولة المفاوضات. وأقول لهم، هذه هي فرصتكم لوضع نهاية لدمار بلدكم. الآن هو الوقت المناسب لاختيار إنقاذ جيل كامل من الأطفال السوريين من آثار العنف والصدمات النفسية، وإنهاء حصار البلدات والمدن التاريخية، والبدء في إصلاح النسيج الغني الذي يشكل المجتمع السوري، والحؤول دون أن يواجه ملايين اللاجئين سنوات من التشرد والحرمان والعيش في المنفى.

ليس لدينا أدنى شك بشأن مدى صعوبة هذه العملية والتحديات التي تواجهها، لكن علينا بذل كل ما بالإمكان لمساعدة الشعب السوري على تحقيق السلام.

المزيد من المعلومات

تابع وزير الخارجية عبر تويتر @WilliamJHague

تابعنا باللغة العربية عبر فيسبوك

تابعنا باللغة العربية عبر تويتر @UKMiddleEast

تابع كافة أخبارنا باللغة العربية

Media enquiries

For journalists

البريد الإلكتروني newsdesk@fco.gov.uk

Updates to this page

تاريخ النشر 22 January 2014