خطاب

غزة أصبحت أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال: كلمة المملكة المتحدة أمام مجلس الأمن

كلمة السفير جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن بشأن غزة، مشيرا فيها إلى أن الأطفال يمثلون ما يقرب من ثلث عدد الضحايا، إلى جانب خطر انتشار شلل الأطفال.

غزة أصبحت أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال. فما زال النساء والأطفال يتحملون وطأة هذا الصراع الوحشي الذي أفضى إلى قتل ما يفوق 40,000 شخص منذ 7 أكتوبر، حيث يمثل الأطفال ما يقرب من ثلث عدد الضحايا الذين جرى تحديدهم. لذا فنحن نطلب من إسرائيل أن تتخذ كل الخطوات الممكنة لتجنب الإصابات بين المدنيين.

ويظل أكثر من 100 رهينة بريئة في أسر حماس في غزة. والوقت أمامهم ينفد وما زالوا أسرى يعيشون في أهوال تفوق الخيال. إننا ندعو مجددا لإطلاق سراحهم فورا وبلا شروط.

السيد الرئيس، سمعنا اليوم أن غزة على شفا انتشار مرض شلل الأطفال الفتاك. وهو تهديد خطير آخر لأناس يواجهون أصلا العديد من التهديدات المهلكة: قصف متواصل، وخطر حدوث مجاعة، وأوضاع صحية مستعصية. وذلك في الوقت الذي تظل التوترات محتدمة - فأي هجوم من إيران ستكون عواقبه مدمرة.

من ثم، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة على ثلاثة أصعدة:

أولا، نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار. ويجب على كل الأطراف التركيز على المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر. إذ تتيح هذه المحادثات فرصة حيوية للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار من شأنه إنهاء الصراع، والإفراج عن الرهائن، والسماح بالدخول العاجل للمساعدات، والتخفيف من تصعيد التوترات الإقليمية.

كما نحث إيران وحزب الله اللبناني والميليشيات الأخرى الموالية لإيران بالتوقف عن التهديدات المستمرة بالتصعيد العسكري ضد إسرائيل. يجب على كل الأطراف ممارسة ضبط النفس، كما أوضح رئيس وزرائنا في الأسابيع الأخيرة.

ثانيا، إن غزة مشرفة على تفشي مرض شلل الأطفال، حيث هناك ما يزيد على 640,000 طفل دون سن العاشرة بحاجة إلى التطعيم. من هنا، نهيب بالطرفين مواصلة التعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء من أجل تيسير تعميم اللقاح.

ويجب أن تسمح إسرائيل بالدخول الآمن للمساعدات إلى غزة بلا عوائق، وبما يشمل القطاع كله، وأن تضع آلية فعالة للتنسيق وتبادل المعلومات ضمانا لتسليم وتوزيع المساعدات واللقاحات على نحو آمن.

كذلك فإن تصعيد إسرائيل بإصدار أوامر إخلاء جديدة يسبب الفوضى في غزة. والمنطقة الإنسانية، التي لا تغطي الآن سوى 11% من قطاع غزة، في حالة تكدس بشري مزمن، حيث يبحث الأشخاص فيها بكل يأس عن مأوى لهم. هذه المنطقة غير آمنة ولا تزال تتعرض لإطلاق النار.

وتذكر المنظمة البريطانية الخيرية الطبية UK-Med أن مجمَّعها السكني في إحدى المناطق الإنسانية تعرَّض ليلة أمس لأضرار نتيجة القصف الإسرائيلي.

كما تجد منظمات العمل الإنساني نفسها مجبرة على إخلاء مكاتبها والتخلي عن مخازنها المليئة بالمساعدات. إذا لم يتوقف هذا، فقد يصبح تعميم لقاح شلل الأطفال مستحيلا. يتعين على كل الأطراف الامتثال لواجباتهم بموجب القانون الإنساني الدولي.

ثالثا، السيد الرئيس، ليس من عذر لما يمارسه المستوطنون من أعمال عنف في الضفة الغربية. فقد كان العنف في القرية الفلسطينية جيت في الأسبوع الماضي عملا بشعا. إننا نطلب من إسرائيل اتخاذ ما يلزم من إجراءات ضد هؤلاء المتطرفين. وقد فرضت المملكة المتحدة عقوبات على ثمانية أشخاص وكيانَيْن على صلة بالعنف الذي يرتكبه المستوطنون.

كما ندين التوسع المستمر في المستوطنات في الضفة الغربية – فهذا انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وأخيرا، السيد الرئيس، قام وزير خارجيتنا ووزير الخارجية الفرنسي سيجورنيه بزيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في الأسبوع الماضي. وقد وجَّها ثلاث رسائل جوهرية: أن المحادثات الحالية لوقف إطلاق النار هي السبيل الوحيد لتفادي وقوع أزمة شاملة في المنطقة؛ وأن الوضع الإنساني كارثي ونحتاج إلى رؤية تحسينات فورية؛ وأن لا بد من محاسبة المستوطنين على العنف البشع الذي يمارسونه في الضفة الغربية. أتمنى أن نستطيع جميعا أن نتحد اليوم حول هذه الرسائل الثلاث.

Updates to this page

تاريخ النشر 22 August 2024