بيان شفوي للبرلمان

الشرق الأوسط: تصريح وزير الخارجية في مجلس العموم، 16 يناير 2025

أدلى وزير الخارجية، ديفيد لامي، بتصريح في مجلس العموم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

British Foreign Secretary  David Lammy

بالإذن السيدة نائبة الرئيس، سوف أطلع مجلس العموم على الاتفاق المعلن عنه بين إسرائيل وحماس.

ليلة أمس، أكد الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس الوزراء القطري آل ثاني بأن المفاوضات توصلت إلى اتفاق. وبينما ننتظر موافقة سياسية على النص، من المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز النفاذ مباشرة بعد منتصف النهار، بتوقيت إسرائيل، من يوم الأحد 19 يناير.

بعد شهور من اليأس، توجد بارقة أمل. بصيص ضوء في الظلام – ظلام الاستنزاف منذ هجوم حماس الإرهابي البربري في 7 أكتوبر 2023.

إنني على ثقة بأن جميع أعضاء المجلس يذكرون الألم حين علمنا بأهوال ما حدث. والأسى بينما نرثى من فقدوا أرواحهم.

بالنسبة لأهالي الرهائن، المعاناة طال أمدها. وأعضاء المجلس التقوا العديد منهم، بمن فيهم أقارب الرهينة البريطانية إيميلي داماري، وأقارب إيلي شرابي، وأوديد ليفشيتز، وآفيناتان أور، وأعلم أن بعض العائلات حاضرة هنا في المجلس.

أود أن أشيد بهم مجددا، لشجاعتهم وإنسانيتهم والتزامهم بعودة الرهائن.

كما أدعو المجلس للانضمام إليّ لنتذكر معا من فقدوا حياتهم في الأسر، بمن فيهم ندف بوبلويل ويوسي شرابي. طيّب الله ذكراهما.

وكما أقول لكل من ينتظرون بكل لهفة لمعرفة ما يعنيه هذا الاتفاق لهم – نحن معكم، في الأيام والأسابيع القادمة.

في غزة اليوم، سوف ينتظر المدنيون بكل لهفة لمعرفة ما يعنيه الاتفاق لهم. وإنني أقول لهم أيضا: نحن معكم، بينما تبدأون في إعادة بناء حياتكم.

فبعد 15 شهرا من القتال، فإن مستوى المعاناة لا يُعقل. فالغزيون كانوا محاصرين في جحيم على الأرض. وعدد القتلى فاق 46,000. والكثير من الأطفال حُطّمت حياتهم. وتعرضت مدارس ومستشفيات وبيوت للدمار. وهناك الجوع والمرض. وقد اضطر نحو مليونيّ شخص للنزوح عن ديارهم، إلى جانب انقطاع شمال غزة عن باقي القطاع. جيل كامل يعاني ندوب وحشية الحرب.

من بين ضحايا الحرب هند رجب، طفلة فلسطينية كان عمرها 5 سنوات قُتلت إلى جانب أفراد عائلتها والمسعفين الذين حضروا لإنقاذها.

ومن بين الضحايا الكثير من الصحفيين الذين كرسوا حياتهم لتوثيق الأهوال التي من حولهم.

كذلك من بين الضحايا موظفو إغاثة كرسوا حياتهم لخدمة الآخرين، بمن فيهم البريطانيون جون تشابمان، وجيمس هندرسون، وجيمس كيربي.

أدعو المجلس للانضمام إليّ لنتذكرهم جميعا. ونحن نشعر بالأسى لكلّ من الضحايا الأبرياء في هذه الحرب المروعة.

وفي خارج حدود إسرائيل وغزة، أثارت هذه الحرب مزيدا من التوترات والصراع في المنطقة الأوسع. هجمات إيرانية لم يسبق لها مثيل. وتجدد القتال في لبنان. وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر وضد إسرائيل. وفي بعض الأوقات تسببت هذه الحرب في انقسامات بين مجتمعاتنا، بل وحتى في هذا المجلس.

بالتالي فإن هذه لحظة تحمل بارقة أمل لنا جميعا. لحظة نتحد فيها في دعمنا لوقف إطلاق النار.

هذا الاتفاق، بموجب المفاوضات، مؤلف من 3 مراحل.

في الأسابيع الستة الأولى نتوقع:

  • أن يوقف كلا الطرفين القتال
  • الإفراج عن 33 من الرهائن – نساء وأطفال ومن تفوق أعمارهم 50 سنة والمصابون
  • بدء إسرائيل في سحب قواتها إلى حدود القطاع
  • عودة الفلسطينيين إلى ما تبقى من ديارهم
  • إعادة فتح معبر رفح
  • سماح إسرائيل بدخول 600 شاحنة من المساعدات يوميا إلى غزة
  • في اليوم السادس عشر، تبدأ المفاوضات بشأن تفاصيل المرحلة الثانية

وفي هذه المرحلة الثانية الممتدة 6 أسابيع:

  • يُفرج عن الرهائن الذكور ممن تقل أعمارهم عن 50 سنة
  • تُتِم إسرائيل انسحابها من غزة
  • يصبح وقف إطلاق النار دائماً

وأخيرا، تشهد المرحلة الثالثة إعادة جثامين أي رهائن باقين، وتُرفع القيود الاقتصادية عن غزة.

وكما قال الرئيس بايدن، فإن عناصر هذا الاتفاق كان قد أقرها مجلس الأمن الدولي في شهر مايو الماضي. لكن الأمر استغرق بذل جهود حثيثة للوصول إلى اتفاق بين الجانبين، وهناك أنباء بأن المفاوضات النهائية في الأسبوع الجاري استغرقت 96 ساعة.

أهنئ كل من ساهموا في الوصول إلى هذه المرحلة. وبشكل خاص صاحب السمو أمير دولة قطر ورئيس الوزراء آل ثاني. والرئيس المصري السيسي ووزير الخارجية عبد العاطي. والرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن، وكذلك بالطبع الرئيس المنتخب ترامب.

لقد ساندتهم المملكة المتحدة طوال الوقت. ومنذ أن استلمت حكومتنا السلطة ضغطت، في كل فرصة، لأجل الإفراج عن الرهائن، وإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، وفتح مسار تجاه سلام دائم.

وقد زرت إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة للمرة الثالثة كوزير للخارجية في الأسبوع الجاري، حيث التقيتُ وزير الخارجية ساعر، والرئيس عباس، وعائلات الرهائن للضغط لأجل إنهاء هذه الحرب والتخطيط للمستقبل.

كما كان لنا دور قيادي في الجهود الإنسانية، حيث استأنفنا تمويل الأونروا، وتمويل مستشفيات ميدانية عالجت أكثر من 300,000 من أهالي غزة، وقدمنا ما يربو على 100 مليون جنيه إسترليني في السنة المالية الحالية لمساعدة الفلسطينيين.

أشيد كذلك بوزراء وزارة الخارجية في الحكومة السابقة لما بذلوه من جهود لإيصال المساعدات إلى غزة. وأعلم الآن مدى ما بذلوه من جهود مضنية وأنا في دوري الحالي.

وهذه الجهود المكثفة يجب أن تستمر في الأيام والأسابيع القادمة. حيث ما زال هناك الكثير مما يجب عمله.

فمن الضروري وجود موافقة نهائية على هذا الاتفاق. ولدى اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، أهيب بهم مساندة هذا الاتفاق. فهذا ليس هو الوقت للتراجع. يجب على كلا الجانبين تنفيذ كل مرحلة من الاتفاق بالكامل وفي موعدها.

تاريخ هذا الصراع يشوبه تفويت الفرص. ومن المأساة تفويت الفرصة التي أمامنا الآن. علينا التمسك بها بكل ما أوتينا. وهذه الفرصة ليست لوقف إطلاق النار وحسب، بل أيضا لتحقيق سلام دائم. إنها فرصة لكسر دائرة العنف التي تسببت في الكثير من المعاناة للأبرياء على كلا الجانبين.

وحكومتنا ملتزمة بمواصلة هذا الزخم، مهما كانت هشاشة هذه العملية في البداية.

يجب الإفراج عن كل الرهائن كما ينص الاتفاق.

وكل أوقية من المساعدات الموعودة لغزة يجب أن تصل للمحتاجين إليها. وسوف أرسل ممثلي للشؤون الإنسانية إلى المنطقة للعمل عن قرب مع وكالات الإغاثة والحكومة الإسرائيلية وشركائنا لضمان الوفاء بهذه الوعود.

كذلك يجب أن تكون للفلسطينيين حرية العودة إلى ديارهم. وهم، بالضرورة، في حاجة لإعادة البناء. إعادة بناء بيوتهم. وإعادة بناء حياتهم. وإعادة بناء مجتمعاتهم.

وليس في استطاعتهم فعل ذلك بمفردهم. إنهم بحاجة للشعور بالأمان. إنهم بحاجة للمجتمع الدولي لتقديم الأموال التي تلزمهم.

وقد بدأت المملكة المتحدة بالفعل في حشد الشركاء بشأن التمويل وتنسيق التعافي وإعادة الإعمار. فمن الضروري التنسيق الملائم للزيادة القادمة في المساعدات، والسماح بدخولها وضمان الأمن لتمكين توفير كل ما يحتاج إليه الناس.

كما إن السلطة الفلسطينية لها دور حيوي. نريد أن يدعم المانحون خططها لأجل التعافي، وقد بحثتُ ذلك مع الرئيس عباس يوم الاثنين. وسوف نقدم مساعدة فنية ومالية للسلطة الفلسطينية، بما في ذلك لدعم التعافي العاجل للخدمات الأساسية.

ومن شأن العمل مع السلطة الفلسطينية والمجتمع المدني أن يساعد في التمهيد لحوكمة فلسطينية شاملة للجميع في غزة. فهذا هو أفضل سبيل لإعادة بسط النظام والأمن محليّاً.

بالتالي تعتبر تلك خطوة أولى حيوية تجاه تحسين سبل حياة الفلسطينيين، وأيضا لمستقبل لقطاع غزة ليس تحت سيطرة حماس بعد الآن.

في نهاية المطاف، سوف تستغرق إعادة إعمار غزة وقتا طويلا. لكن لم نبلغ الغاية بعد. فما زال يلزم إجراء كثير من المفاوضات. وبينما نحن نتحدث في المجلس اليوم، القتال ما زال مستمرا، وهذا الاتفاق في انتظار موافقة سياسية كاملة. وأهالي الرهائن ينتظرون عودة الرهائن، وأهالي غزة يتنظرون الخلاص من الأهوال.

لكن مع ذلك علينا أن ندرك مدى أهمية هذه اللحظة. فقط طال انتظارها بصراحة. انتظرناها لفترة طال أمدها، وإنني أتمنى بكل صدق أن تكون الآن الأساس لإحراز تقدم.

تقدّم في عودة الرهائن. وتقدم في منح الفرج والأمل وتوفير إعادة الإعمار للمدنيين. وتقدم تجاه حل الدولتين ليعيش الفلسطينيون والإسرائيليون بسلام وأمن. مستقبل أفضل للجميع.

وإنني أعهد بهذا التصريح للمجلس.

Updates to this page

تاريخ النشر 16 يناير 2025