يجب عدم عزل شمال قطاع غزة عن جنوبه: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن
كلمة السفيرة باربرا وودورد، المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين.
السيد الرئيس، لقد أيدت المملكة المتحدة الدعوة إلى عقد هذه الجلسة اليوم لبحث الخطوات العاجلة اللازمة لمعالجة المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
الوضع في شمال غزة مروع. فقد صدرت أوامر لحوالي 400,000 من مواطني غزة بإخلاء شمال القطاع والتوجه جنوباً إلى المنطقة الإنسانية التي حددها الجيش الإسرائيلي. والعديد من هؤلاء المواطنين قد نزحوا أصلا، بعضهم نزح عدة مرات، وهم يبحثون بشكل يائس عن ملاذ لهم.
ولكن لا توجد أماكن آمنة في غزة. ففي هذا الأسبوع فقط رأينا مشاهد مروعة في أعقاب الغارة الإسرائيلية على مستشفى الأقصى، داخل المنطقة الإنسانية التي حددها الجيش الإسرائيلي.
أولئك الذين يقررون المغادرة في القطاع يواجهون الترهيب، والمرور في مناطق القتال، وخطر التعرض لغارات جوية مستمرة. وأولئك الذين سوف يبقون في أماكنهم يواجهون الجوع الشديد وظروفا مروعة، دون الحصول على الخدمات الأساسية أو الرعاية الصحية.
وفي النصف الأول من شهر أكتوبر، لم تصل أي مساعدات غذائية إلى شمال غزة، حيث السلطات الإسرائيلية تمنع أو تعرقل الغالبية العظمى من التحركات الإنسانية بين شمال القطاع وجنوبه. ونتوقع أن يشهد شهر أكتوبر دخول أقل قدر من المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ بداية الصراع، أقل حتى من شهر سبتمبر.
كذلك فإن العائلات في غزة تواجه شتاءً ثانياً، وقدرتها على الصمود أضعف والموارد المتاحة أقل. هذا وضع جائر.
يجب على إسرائيل أن تمتثل امتثالاً كاملاً للقانون الدولي الإنساني، وأن تضمن وصول المساعدات الكافية إلى جميع أنحاء غزة. كما أننا نكرر الإعراب عن قلقنا إزاء المقترحات التشريعية التي تسعى إلى تقويض عمل الأونروا، التي تقوم بدور حيوي في الاستجابة الإنسانية في غزة.
اسمحوا لي أن أكون واضحة. يجب عدم عزل شمال قطاع غزة عن جنوبه. ويجب السماح للمدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم أولئك الذين جرى إجلاؤهم من شمال غزة، بالعودة إلى مجتمعاتهم وإعادة بنائها. ويجب ألا يكون هنالك أي نقل قسري لأهالي غزة، سواء من غزة أو في داخلها، ولا أي تقليص في أراضي قطاع غزة.
نحتاج إلى أن نشهد وقفاً فورياً لإطلاق النار لوضع نهاية لهذا الصراع المدمر.
السيد الرئيس، يجب علينا أيضاً أن نضع في أذهاننا المعاناة التي لا يمكن تصورها للرهائن البالغ عددهم 101 الذين ما زالوا أسرى في غزة. لقد استمرت محنتهم لفترة طويلة جداً. ونحن ندعو حماس، مرة أخرى، إلى الإفراج عن الرهائن فوراً ودون قيد أو شرط.
وكما نعلم، فإن المعاناة في المنطقة تتجاوز قطاع غزة. ونحن نكرر دعوتنا إلى وقف فوري لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. ويجب على جميع الأطراف اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وضمان سلامة وأمن أفراد اليونيفيل.
وفي الضفة الغربية، وكما قال وزير خارجيتنا، نهيب بالحكومة الإسرائيلية اتخاذ إجراءات للقضاء على عنف المستوطنين ووقف توسع المستوطنين في الأراضي الفلسطينية.
لهذا السبب، أعلنت حكومتنا بالأمس فرض المزيد من العقوبات على ثلاث بؤر استيطانية غير قانونية وأربع منظمات من أجل محاسبة أولئك الذين يرتكبون تلك الانتهاكات الشنيعة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
السيد الرئيس، إن الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي والمنطقة ككل يستحقون واقعاً أفضل من دائرة العنف والخوف اليومية التي اعتادوا عليها. ولكن هنالك طريق للسلام. طريق نشهد فيه إقامة دولة فلسطينية تنعم بالأمن والأمان، إلى جانب إسرائيل تنعم بالأمن والأمان.
ونحن نحث كلا الجانبيْن على التحلي بالشجاعة والمضي قدماً في الطريق الذي يؤدي إلى السلام ويحقق مستقبلاً أفضل لشعبيْهما.
Updates to this page
تاريخ آخر تحديث 17 October 2024 + show all updates
-
Added translation
-
First published.