خطاب

الفلسطينيون لم يعد لديهم مكان آمن يلجأون إليه: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن

كلمة السفير جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن بشأن غزة، في أعقاب الضربة الإسرائيلية لمدرسة التابعين.

المملكة المتحدة هالها نبأ الضربة العسكرية الإسرائيلية لمدرسة التابعين التي كان يحتمي فيها مدنيون فلسطينيون. أخبرتنا الأمم المتحدة بأن هذه الضربة تسببت في مقتل عشرات الفلسطينيين، الكثير منهم نساء وأطفال. وللأسف لم تكن تلك هي الضربة الإسرائيلية الوحيدة التي شهدناها تستهدف مدارس تحولت إلى ملاجئ. بل شهد شهر يوليو وحده 17 ضربة مماثلة.

الفلسطينيون لم يعد لديهم مكان آمن يلجأون إليه. حيث 86% من قطاع غزة يخضع الآن لأوامر إخلاء. وقد شهدنا في الأيام الأخيرة بعضا من أكبر أوامر الإخلاء حتى اليوم، أثرت على عشرات الآلاف من الناس الذين نزحوا مرات عديدة. والعائلات تُجبر على النزوح ذهابا وإيابا، ذهابا وإيابا، لكن لا يمنحها أي من هذه الأماكن الأمان أو الأمن الذي تحتاج إليه بشدة. وفوق كل ذلك، أصدرت إسرائيل بعض أوامر الإخلاء تلك في منتصف الليل، ولم تمنح المدنيين سوى الحد الأدنى من الوقت للنجاة بأرواحهم. يجب على إسرائيل ضمان الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين.

كذلك فإن المملكة المتحدة هالها نبأ العنف الجنسي والإساءة التي يتعرض لها الرهائن في غزة، وأيضا التي يتعرض لها السجناء الفلسطينيون في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، والكثير منهم أطفال. يجب على حماس الإفراج عن جميع الرهائن فورا. ويجب على حماس التوقف عن تعريض حياة المدنيين للخطر. كما يجب على إسرائيل السماح لمنظمة الصليب الأحمر الدولية بزيارة السجناء فورا، وضمان محاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن الإساءة للمعتقلين.

وسمعنا أيضا أقوالا غير مقبولة نهائيا صادرة عن وزراء إسرائيليين تتعلق بإساءة معاملة المعتقلين وتجويع المدنيين في غزة. ندعو الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن هذه الأقوال وإدانتها. فالقانون الدولي لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا – إساءة معاملة المعتقلين بشكل منهجي والتجويع المتعمد للمدنيين هما جرائم حرب.

السيد الرئيس، يلوح في الأفق تهديد مميت آخر بالنسبة لأهالي غزة. إنهم يواجهون هاوية انتشار شلل الأطفال، حيث 600,000 طفل دون سن 8 سنوات بحاجة ماسة للتطعيم. ندعو الأطراف للتعاون عاجلا مع منظمة الصحة العالمية لتيسير التطعيم وضمان سلامة موظفي الإغاثة. كما نطالب إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة بلا عقبات، ووضع آليات فعالة للتنسيق وتبادل المعلومات لضمان توزيع المساعدات بشكل آمن.

وأخيرا، السيد الرئيس، أكرر ما تدعو إليه المملكة المتحدة للتهدئة في المنطقة، مثلما قال رئيس الوزراء البريطاني بوضوح في اتصاله مع الرئيس الإيراني بزشكيان. وبفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر، يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مطروح على الطاولة. كما ضم رئيس الوزراء البريطاني صوته إلى صوت نظيريه الفرنسي والألماني لحث الأطراف على استئناف المحادثات في 15 أغسطس، والتوصل إلى اتفاق. نريد وقف إطلاق النار فورا، ويجب إخراج الرهائن، وإدخال مساعدات بكميات أكبر كثيرا، والتحرك سريعا للوصول إلى حل الدولتين، بحيث تعيش إسرائيل بأمن إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة وقادرة على البقاء.

Updates to this page

تاريخ النشر 13 August 2024