بيان شفوي للبرلمان

رئيسة الوزراء تطلع البرلمان على تطورات حادث استخدام غاز أعصاب في محاولة قتل في سالزبري

رئيسة الوزراء، تيريزا ماي قالت بأن بات واضحا الآن أن السيد سكريبل وابنته قد سُمِّما بغاز أعصاب حربي الاستعمال، من نوع أنتجته روسيا، وأن هذا الحادث متسق مع نمط معروف تماما من أنماط عدوانية الدولة الروسية.

تم نشره بموجب 2016 to 2019 May Conservative government
PM

أودّ إطلاع المجلس على آخر تطورات الحادث في سالزبري - والخطوات التي نقوم بها للتحقيق في ما حدث والردّ على هذا العمل الخسيس الطائش.

في الأسبوع الماضي، أعلن وزيرا الخارجية والداخلية عن تفاصيل الأحداث كما تكشفت يوم الأحد 4 مارس.

إنني على يقين من أن المجلس كله يود مرة أخرى الإشادة بشجاعة وحرفيّة أجهزة الطوارئ والقوات المسلحة في الاستجابة لهذا الحادث، وبالأطباء والممرضين أيضا الذين يعكفون الآن على علاج من تأثروا بما حدث.

قلوبنا بشكل خاص على رجل المباحث الرقيب نِك بايلي الذي ما زال وضعه خطيرا ولكن مستقراً. ففي استجابته لهذا الحادث، كان مثالا لحسن أداء الواجب والشجاعة التي تتصف بها أجهزة الطوارئ عندنا؛ والتي تفخر بها أمتنا كلها أيّما افتخار.

أريد أن أشيد بما اتسم به السكان في سالزبري من جلَد وهدوء حيال هذه الأحداث، وأن أشكر كل الذين قدموا معلومات لمساعدة الشرطة في تحقيقاتها.

لقد أثار هذا الحادث طبعاً الكثير من القلق بين كل أبناء المجتمع. وفي أعقاب اكتشاف آثار غاز الأعصاب في مطعم زيزي وفي حانة ذي مِلْ، أصدرت كبيرة المسؤولين الطبيين نصيحة احتياطية أخرى. غير أن هيئة الصحة العامة في إنجلترا أوضحت أن الخطر على صحة الجمهور ضئيل.

إنني أشارك هذا المجلس والبلاد كلها تلهفهم على تقديم المسؤولين إلى العدالة - وأن تُتخذ كافة الردود المناسبة ضد أولئك الذين يقومون بهذه الأفعال ضد بلدنا بهذه الطريقة.

ولكن من الضروري لنا، كبلد يؤمن بالعدل وسيادة القانون، أن نتحرك بالطريقة الصحيحة - فلا نهتدي بالتكهنات بل بالدلائل والبراهين.

لهذا السبب أتحنا للشرطة الزمان والمكان لإجراء تحقيقاتهم بالشكل الصحيح.

المئات من رجال الشرطة يعملون على مدار الساعة - إلى جانب خبراء من قواتنا المسلحة - لفرز وتقييم كل الأدلة المتوفرة، وللتعرّف على مسارح الجريمة وتطهير المواقع التي تعرضت للتلوث، ولتقفّي كل دليل ممكن للعثور على مدبري الحادث.

هذا التحقيق مستمر، وعلينا أن نتيح للشرطة أن تواصل عملها.

ترأست صباح اليوم اجتماعا لمجلس الأمن القومي، حيث تدارسنا المعلومات المتوفرة حتى الآن. وكما هي العادة، قدّم المجلس آخر المستجدات في عملية التقييم والمعلومات الاستخبارية، إضافة إلى تطورات التحقيق.

بات واضحا الآن أن السيد سكريبل وابنته قد سُمِّما بغاز أعصاب حربي الاستعمال، من نوع أنتجته روسيا. ويصنف هذا الغاز كواحد من مجموعة غازات أعصاب معروفة باسم نوفيتشوك Novichok.

واستناداً إلى التعرف الأكيد على هذا الغاز الكيميائي من جانب خبراء رائدين عالميا في مختبر التكنولوجيا وعلوم الدفاع في بورتون داون؛ ومعرفتنا بأنه سبق لروسيا أن أنتجت هذا الغاز وما زالت قادرة على إنتاجه؛ وسجل روسيا في الاغتيالات التي ترعاها الدولة؛ وتقييمنا بأن روسيا ترى في بعض المنشقين الهاربين أهدافا مشروعة للاغتيال؛ فقد استنتجت الحكومة أن الاحتمال كبير في أن تكون روسيا هي المسؤولة عن هذا الفعل ضد سيرجي ويوليا سكريبل.

ومن هنا يتبين أن هناك تفسيريْن أثنين ممكنين فقط لما حدث في سالزبوري في 4 مارس. إما أن هذا كان عملا مباشرا من الدولة الروسية ضد بلدنا؛ أو أن الحكومة الروسية فقدت السيطرة على غاز الأعصاب هذا، المدمر بشكل قد يكون كارثياً، وسمحت بوقوعه في أيدي آخرين.

وقد استدعى وزير الخارجية السفير الروسي إلى وزارة الخارجية وطلب منه تفسيراً حول أيٍّ من هذين الاحتمالين هو الصحيح - وأن يشرح بالتالي كيف كان من الممكن لغاز الأعصاب المنتج في روسيا أن يستخدم في سالزبري ضد السيد سكريبل وابنته. وذكر وزير الخارجية للسفير أن على الاتحاد الروسي أن يكشف فوراً وبشكل كامل عن برنامج نوفيتشوك لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. كما طلب منه أن تقدم الحكومة الروسية ردّها بحلول نهاية يوم الثلاثاء.

لقد كان وقوع هذا الحادث متسقا مع نمط معروف تماما من أنماط عدوانية الدولة الروسية. فقد كان ضم روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم بمثابة المرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية التي تُقْدم فيها دولة ذات سيادة على الاستيلاء على أراضٍ من دولة أخرى في أوروبا.

وقد أجّجت روسيا الصراع في دونبتس، وانتهكت مرارا وتكرارا المجال الجوي الوطني لعدة دول أوروبية، وشنّت حملة متواصلة من التجسس والتشويش الإلكتروني. واشتمل ذلك على التدخل في انتخابات، وقرصنة الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الدنماركية، والبوندستاغ، وإلى جانب الكثير غير ذلك.

وخلال خطابه الأخير حول حالة الاتحاد، عرض الرئيس بوتين شريط فيديو لإطلاق صواريخ، ومسارات التحليق وتفجيرات، بما في ذلك عرض هجمات على الولايات المتحدة بسلسلة من الرؤوس الحربية التي يمكنها إصابة ولاية فلوريدا.

بينما صادق البرلمان الروسي بصورة قانونية عام 2006 على القتل خارج نطاق القضاء بحق الإرهابيين والمنشقين خارج روسيا.

وقد استخدمت روسيا طبعا مواد مشعَّة في اعتدائها الوحشي على السيد ليتفنينكو. وسمعنا حينذاك وعودا بالمساعدة في التحقيقً ولكنها تمخضت عن إنكارٍ وتعتيم - وإحباط لمسار التحقيق وسيادة القانون.

وفي أعقاب مقتل السيد ليتفنينكو، طردنا عددا من الدبلوماسيين الروس، وأوقفنا التعاون الأمني، وأبطلنا برامج ثنائية حول منح التأشيرات، وجمّدنا أرصدة وممتلكات المشتبه بهم، ووضعنا أسماءهم على القوائم الدولية لتسليم المطلوبين. وما زال العمل جاريا بهذه التدابير.

وإضافة إلى هذا، يظل التزامنا بالأمن والدفاع الجماعي من خلال حلف شمال الأطلسي قويا كما كان دائما لمواجهة التصرفات الروسية.

وإن بالطبع لقواتنا المسلحة دورها الرئيسي بالفعل في التواجد المعزز على الخطوط المتقدمة لقوات حلف الأطلسي، حيث تتولى قوات بريطانية قيادة مجموعة متعددة الجنسيات في إستونيا.

وقد كان لنا دور رائد في الاتفاق على فرض عقوبات صارمة على الاقتصاد الروسي. وعملنا في كافة المراحل وبشكل وثيق مع حلفائنا، وسنستمر في فعل ذلك.

وعلينا الآن أن نقف على أهبة الاستعداد لاتخاذ إجراءات أوسع نطاقا.

سننظر يوم الأربعاء في تفاصيل رد الدولة الروسية. فإذا لم يكن هناك ردّ يتسم بالمصداقية، فإننا سوف نستنتج بأن هذا الحادث يرقى إلى حدّ استعمالٍ غير قانوني للقوة من جانب الدولة الروسية ضد المملكة المتحدة. وسوف أعود إلى هذا المجلس وأعلن عن المجموعة الكاملة من الإجراءات التي سنتخذها ردا على ذلك.

إن محاولة الاغتيال هذه باستخدام غاز أعصاب من النوع الحربي في مدينة بريطانية لم تكن جريمة موجهة ضد عائلة سكريبل فقط. لقد كانت عملا عشوائيا طائشا وموجها ضد المملكة المتحدة، معرِّضا حياة مدنيين أبرياء للخطر.

إننا لن نتسامح مع مثل هذه المحاولة السافرة لاغتيال مواطنين أبرياء على ترابنا.

Updates to this page

تاريخ النشر 12 March 2018