المؤتمر الصحفي المشترك لرئيس الوزراء والرئيس الروسي
عقد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب اجتماعهما في داوننغ ستريت يوم 16 يونيو (حزيران) 2013.
ركزت محادثاتهما على الوضع في سورية، إلى جانب اهتمامات ثنائية أخرى. فيما يلي ما قاله رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، عن الوضع في سورية:
لقد تحدثنا عن الحرب الدائرة في سورية وسبل العمل على وضع نهاية لها. أعتقد بأن الأسد مسؤول عن تمزيق بلده، ولوضع نهاية للكابوس هناك لابد له وأن يرحل. والدليل الذي اتضح في الأسبوع الحالي عن استخدام النظام للغاز ضد شعبه يجعل ذلك الكابوس أوضح من أي وقت مضى. كما أعتقد بأننا لو تركنا القتال على سورية دائر بين ديكتاتور وحشي ومتطرفين يمارسون العنف، فإننا سوف ندفع الثمن. وبالتالي أؤمن بأن علينا دعم السوريين المناسبين الذين يمثلون الوسط، والذين يمكن أن يكونوا أساس سورية جديدة متحدة وسلمية.
لا يخفى على أحد وجود اختلافات بيني وبين الرئيس بوتين حول بعض المسائل. لكن ما لمسته من المحادثات التي جرت بيننا اليوم هو أن باستطاعتنا التغلب على هذه الاختلافات إذا ما أقرينا بأننا نشترك ببعض الأهداف الأساسية: وضع نهاية للقتال، والحول دون تفكك سورية، وإتاحة الفرصة للشعب السوري لاختيار من يحكمه، وتحويل القتال ليكون ضد المتطرفين وهزمهم. وبالتالي ناقشت مع الرئيس بوتين سبل استغلال قمة مجموعة الثمانية لبث زخم جديد وإبداء قيادة جديدة، وبدء المفاوضات وتشكيل حكومة انتقالية، والحفاظ على سلامة سورية ووقف أعمال القتل.
وقد اتفقنا على دعم جهود وزيريّ الخارجية الروسي لافروف والأمريكي كيري للجمع بين السوريين في عملية سلام جديدة. وسنستغل فرصة اجتماع قادة مجموعة الثمانية لمحاولة البناء على هذه الأرضية المشتركة. لقد سقط حوالي 100,000 قتيل في هذه الحرب، والجرائم المرتكبة هناك يوميا تجرّ سورية إلى أعماق جديدة في تاريخ المنطقة. وكل شهر يمر يخلف المزيد من القتلى ويجعل سورية تمثل خطرا أكبر على المنطقة وعلينا جميعا. وبالتالي علينا التعاون معا لبذل كل ما في وسعنا لوضع نهاية لهذا القتال الفظيع. وهذا هو ما سنفعله خلال قمة لوخ إيرن وفي الأيام والأسابيع المقبلة.
أسئلة الصحفيين
سؤال عن تسليح قوات المعارضة السورية:
قال رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون:
ليس لدي أدنى شك بأن المسؤولية تقع على عاتق الرئيس الأسد. فالاعتداءات العنيفة التي يشنها على شعبه هي السبب الرئيس للمعاناة والكارثة الإنسانية والموت الذي نشهده.
وفيما يتعلق بالمعارضة داخل المملكة المتحدة لتسليح المعارضة السورية، قال السيد كاميرون:
أعتقد بأننا كنا على حق حين عملنا على تعديل قرار الاتحاد الأوروبي بشأن حظر الأسلحة، لأن ذلك يعني وكأننا نقول بأن هناك نوع من المساواة بين الأسد من جهة والمعارضة السورية الرسمية من جهة، ولا أعقد أن هناك مساواة بينهما. حيث أن المعارضة السورية التزمت بأن تكون سورية ديموقراطية تعددية تحترم الأقليات، بمن فيها المسيحيين. وبالتالي ذلك هو السبب وراء ذلك القرار، لكننا لم نتخذ قرارا بتسليح الثوار، تسليح المعارضة، لكني أعتقد أن من الأهمية بمكان مواصلة العمل معهم ومساعدتهم وتدريبهم وتقديم العون لهم لكي نضمن أن يكون لنا تأثير على المعارضة التي أعتقد بأنها تريد أن تكون سورية ديموقراطية.
أما الرئيس بوتين، فقد قال:
أعتقد بأن لا أحد ينكر أن أيدي كلا الطرفين ملوثة بالدماء… وأعتقد بأن لا أحد ينكر عدم وجوب دعم من يقتلون أعداءهم ومن ثم ،كما تعلمون، يأكلون أعضاءهم وكل ذلك مسجل بالفيديو… لكن إن كنا نتحدث بدم بارد، من ناحية علاقات العمل، اسمحوا لي أن أقول بأن روسيا ترسل الأسلحة لحكومة سورية شرعية تلتزم تماما بمعايير القانون الدولي. وبالتالي فإننا لا نرتكب أي مخالفات.
سؤال عن فرص عقد مؤتمر دولي بالنظر إلى أنباء عن إمكانية فرض منطقة حظر جوي:
قال الرئيس بوتين:
لا أعتقد أن فرصة عقد هذا المؤتمر قد تبددت… فالموضوع يمكن تسويته فقط بالطرق الدبلوماسية والسياسية… وإنني على ثقة بأن التسوية النهائية والجمع بين الطرفين على طاولة المحادثات يمكن أن تتحقق فقط… ببذل جهود مشتركة، وفي حال أبدى الطرفان كلاهما حسن النوايا.
وقال رئيس الوزراء كاميرون:
إنني أؤيد ما قاله الرئيس بوتين. أعني كما ترون هناك اختلاف كبير بيننا من حيث تحليلنا نحن لما يجري في سورية والملام على ما يحدث، لكن الأرضية المشتركة بيننا هي أن كلينا يرى أمامنا كارثة إنسانية، وكلينا يرى خطر عدم الاستقرار والتطرف، وكلينا يريد انعقاد مؤتمر سلام وبدء عملية انتقالية.
وبالتالي فإن التحدي أمام مجموعة الثمانية، وأمام هذه العملية، هو محاولة وضع بعض من الخلافات جانبا والتركيز على الأرضية المشكلة حيث كلانا يريد التوصل لعملية انتقالية سلمية.