تصريح رئيس الوزراء للبرلمان حول أوكرانيا وغزة
أطلع رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، مجلس العموم على التطورات بشأن كارثة الطائرة الماليزية وأوكرانيا وغزة.
فيما يتعلق بغزة، قال رئيس الوزراء:
لقد نشبت هذه الأزمة جراء مئات الصواريخ التي أمطرت بها حماس المدن الإسرائيلية مستهدفة المدنيين بشكل عشوائي ومنتهكة بذلك جميع الأعراف والقوانين الإنسانية.
فقد أطلقت حماس خلال الأسبوعين الأخيرين 1,850 صاروخاً على المدن الإسرائيلية. وما زال قصفها المكثف غير المسبوق مستمراً حتى هذه اللحظة، بينما رفضت حماس كل اقتراحات وقف النار، بما فيها ذاك الذي تقدمت به الحكومة المصرية.
وقد كنت واضحا طيلة فترة هذه الأزمة في أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وعلى الذين ينتقدون إسرائيل أن يسألوا أنفسهم عما يتوقعونه من حكومتهم من ردّ إن انهمرت مئات الصواريخ على المدن البريطانية اليوم.
لكنني أشاطر الكثيرين في المجتمع الدولي قلقهم بشأن العدد الكبير من الضحايا المدنيين. والأرقام تكشف عن حقيقة مقلقة للغاية.
فقد تحدثت الأنباء عن مقتل أكثر من 500 في غزة، إضافة إلى سقوط أكثر من 3,000 جريح. وتقدِّر الأمم المتحدة عدد من شُرِّدوا من الفلسطينيين حتى الآن بأكثر من 83,000.
وتكبّدت إسرائيل هي الأخرى خسائر في الأرواح، إذ قتل لها 18 جندياً ومدنيان، بمن فيهم ثلاثة عشر جنديا قتلوا يوم أمس.
وقد اتصلت برئيس الوزراء نتنياهو مرة أخرى الليلة الماضية لبحث هذه الأزمة.
وكررت له إقرارنا بحقِّ اسرائيل في الإقدام على عمل متناسب دفاعا عن نفسها، وإدانتنا لرفض حماس وقفَ هجماتها الصاروخية رغم كل الجهود الدولية للتوسط في وقف إطلاق النار.
لكنني حثثته على فعل كل شيء لتفادي إيقاع خسائر في صفوف المدنيين، وعلى ممارسة ضبط النفس والمساهمة في إيجاد سبل لوضع حدٍ لهذا الوضع.
وأوضح رئيس الوزراء نتنياهو بأن إسرائيل كانت على استعداد لقبول كل مقترحات وقف النار تلك وأنها طبقت وقف نار مؤقتاً من طرف واحد على أمل أن تحذو حماس حذوها.
وقد تحدث وزير الخارجية مع الرئيس عباس ليرحب بدعمه لوقف إطلاق النار وليؤكد على تمنياتنا بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
كما اجتمع مجلس الأمن الدولي في جلسة خاصة الليلة الماضية وأطلق نداءاً بوقف إطلاق النار فورا في غزة.
وأعرب المجلس عن قلقه الشديد من ارتفاع عدد الخسائر في الأرواح ودعا إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
السيد الرئيس، إننا نصادق وبقوة على هذا النداء.
ومن الحيوي أن تدرك حماس أنه لا بدَّ من الدخول في مفاوضات جدِّيّة لإنهاء هذه الأزمة. ونحث حماس بشكل خاص على النظر في اقتراح وقف النار الذي تقدّمت به الحكومة المصرية.
فتأمين وقف النار هو وحده الكفيل بتهيئة الأجواء لمعالجة القضايا الكامنة وراء الأزمة ومن ثمَّ العودة إلى المهمة الطويلة والشائكة لإقامة السلام الدائم والآمن الذي نتطلع إليه جميعاً.