احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه أمر حيوي لإنهاء هذه الحرب بشكل مستدام: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن الدولي
كلمة السفيرة باربارا وودورد، المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن السودان.

السيد الرئيس، بعد مرور عامين تقريبا على اندلاع هذه الحرب، لا يسعني مرة أخرى إلا أن أعبر عن صدمتي لسماع التقارير عن الموت والدمار.
المزيد من العنف. المزيد من العائلات التي تفرقت. المزيد من الأطفال الذين يتضورون جوعا.
الشهر الماضي، زار وزير الخارجية البريطاني منطقة أدري، واستمع مباشرة إلى قصص المعاناة التي تواجهها النساء. معاناة جراء العنف الجنسي، والاغتصاب، والجوع تعرضت له النساء الهاربات من النزاع.
يجب ألا تكون الأمور على هذا النحو.
أطراف النزاع يمكنهم اتخاذ إجراءات الآن لوقف المعاناة.
وأود تسليط الضوء على ثلاث أولويات.
أولا، نحث الطرفين على إنهاء طموحاتهم العسكرية والتركيز على تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق السلام، بما في ذلك بالتعاون الكامل مع جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
نحن نشاطر الأمين العام للأمم المتحدة قلقه العميق إزاء إعلان قوات الدعم السريع، والجهات المدنية والجماعات المسلحة التابعة لها، عن ميثاق سياسي يعبر عن النية في تشكيل سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
إن تعميق الانقسامات يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في السودان والمنطقة.
فاحترام ميثاق حقوق السودان ووحدته وسيادته ووحدة أراضيه حيوي، وسيكون ضروريا من أجل وضع نهاية مستدامة لهذه الحرب.
في شهر إبريل، سيدعو وزير الخارجية البريطاني وزراء خارجية نحو عشرين دولة وكذلك منظمات دولية للمشاركة في اجتماع في لندن تركز المناقشات فيه على دعم التوصل إلى حل سلمي للشعب السوداني في المرحلة المقبلة.
ثانيا: يجب على الطرفين تسهيل وصول الإغاثة الإنسانية سريعا ومن دون أي عوائق إلى المحتاجين.
إن قرار القوات المسلحة السودانية الإبقاء على معبر أدري الحدودي مفتوحا هو موضع ترحيب.
لكن بوجود نحو أكثر من 30 مليون شخص في حاجة للمساعدات الإنسانية، فإن ذلك ببساطة غير كاف.
نحن نحث القوات المسلحة السودانية على فتح معبر أدري الحدودي بشكل دائم، والسماح باستخدام معابر حدودية في مناطق أخرى.
نحن ندعو الطرفين إلى رفع العوائق البيروقراطية غير الضرورية التي تؤخر إيصال المساعدات لعدة أسابيع، ومنح المنظمات الإنسانية ضمانات أمنية لتتمكن من العمل بأمان.
ثالثا، نحن نكرر دعوات مجلس الأمن الدولي إلى قوات الدعم السريع لإنهاء حصارها للفاشر، ووقف جميع الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية.
وندعو الطرفين إلى حماية المدنيين، تماشيا مع التزاماتهما بموجب إعلان جدة.
السيد الرئيس، على أطراف النزاع العمل الآن لإنهاء هذه المعاناة.