الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة يزداد تدهورا: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن
كلمة السفيرة باربرا وودورد في اجتماع مجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط، تتناول فيها الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، والإطلاق العشوائي للصواريخ من غزة، وسقوط عدد كبير من القتلى الفلسطينيين بسبب العمليات الإسرائيلية.
السيد الرئيس، الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ازداد تدهورا، الأمر الذي عاد بالضرر على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
ففي غزة، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وغيرها من الفصائل المسلحة 1,748 صاروخا تجاه إسرائيل. وهذا الهجوم العشوائي بالصواريخ من غزة تسبب في مقتل إسرائيلي وأربعة مواطنين غزيين. المملكة المتحدة تدين بشكل صريح إطلاق الصواريخ عشوائيا ضد المدنيين، كما تدين كافة أشكال الإرهاب. وقد رحب وزير الخارجية البريطاني بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة، وأعرب عن امتنانه للدعم المقدم من مصر وقطر والولايات المتحدة بهذا الصدد. ونحن نهيب بجميع الأطراف احترام وقف إطلاق النار وتفادي وقوع مزيد من الخسائر بالأرواح.
كما تؤيد المملكة المتحدة حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها. لكن إجراءات إسرائيل يجب أن تكون دائما منسجمة مع القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والإنسانية والتناسب والضرورة للعمل العسكري. وقد أقلقنا نبأ مقتل 12 مدنيا على الأقل، بمن فيهم 6 أطفال، نتيجة الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل في غزة.
أيضا شهدنا في الشهر الحالي سقوط مزيد من القتلى في الضفة الغربية، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 110 فلسطينيا فيها في السنة الحالية، بمن فيهم مسلحون ومدنيون. في حال استمرار سقوط قتلى بهذا المعدل، ستكون سنة 2023 الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن بدأت الأمم المتحدة تسجيل عدد الضحايا في سنة 2004. يجب على القوات الإسرائيلية إبداء ضبط النفس في استخدامها للقوة، والتحقيق في حالات الضحايا المدنيين. وقد سقط 19 قتيلا إسرائيليا من السكان والسائحين نتيجة عمليات إرهابية في إسرائيل في 2023. كما يجب على السلطة الفلسطينية إعادة تأكيد سيطرتها على المنطقة (أ)، واتخاذ خطوات للتصدي للإرهاب.
لا يمكن الوصول إلى حل لهذا الصراع ما لم يعالج كل من الإسرائيليين والفلسطينيين خطابات الاستفزاز والتحريض، وهو ما اتفقوا عليه في شرم الشيخ يوم 19 مارس. ومع ذلك، سمعنا في الأسبوع الماضي من الرئيس عباس ومن مشاركين إسرائيليين في مسيرة الأعلام في القدس عبارات ونداءات عنصرية. هذا النوع من الخطاب والتحريض، بما في ذلك من جانب كل من القيادات السياسية الإسرائيلية والفلسطينية، يقوض قضية السلام.
كذلك يجب على إسرائيل التصدي للعنف والإكراه المتزايدين من جانب المستوطنين الإسرائيليين، وهو ما أفضى يوم الإثنين إلى تهجير سكان تجمّع عين سامية من ديارهم، والتوقف عن التوسع الاستيطاني الذي يعتبر غير قانوني بموجب القانون الدولي.
وأخيرا، المملكة المتحدة تؤيد بشدة الوضع التاريخي القائم بشأن المواقع المقدسة في القدس، وتثمّن عاليا وصاية المملكة الأردنية الهاشمية عليها.
كما تظل المملكة المتحدة ثابتة في اعتقادها بأن السبيل الوحيد لإحلال السلام هو التفاوض على حل الدولتين استنادا إلى حدود سنة 1967، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة، وذلك لضمان إحلال السلام والأمن والازدهار الدائمين بين الطرفين.
وفي اجتماع لجنة الجمعية العامة بشأن المساهمات لوكالة الأونروا في شهر يونيو، من الضروري أن يضمن المجتمع الدولي للأونروا استدامة التمويل لحماية تقديمها للخدمات الحيوية لملايين اللاجئين الفلسطينيين. حيث تلعب الأونروا دورا حيويا لإحلال الاستقرار في أنحاء المنطقة.
وكما قال وزير الخارجية يوم 14 مايو، سوف تدعم المملكة المتحدة كل الجهود الرامية لتشجيع الحوار وتأسيس مسار تجاه إحلال سلام عادل ودائم. والخطوة الأولى على ذلك المسار واضحة: يجب على كلا الجانبين احترام التزاماتهما التي تعهدا بها بحسن نية في العقبة وفي شرم الشيخ.