الشعب السوري يحظى بدعمنا التام بينما يبني مستقبلا جديدا له: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن
كلمة السفير جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن بشأن سورية.
أيها الزملاء، هذه لحظة من الأمل، فصل جديد بالنسبة للشعب السوري الذي عانى معاناة هائلة تحت قبضة نظام الأسد الوحشي.
إنها لحظة نرثى فيها لمصير المفقودين ونسعى لمحاسبة المسؤولين، وفرصة لضمان أن البلد لدى انتقاله إلى الأجيال القادمة سوف يُبنى على أسس الديمقراطية والاستقرار والتعايش السلمي.
سوف أركز هنا على ثلاث نقاط تتناول المرحلة الانتقالية، والدعم الإنساني، والمحاسبة.
أولا، المرحلة الانتقالية.
لا يمكن التقليل من شأن التحديات التي أمامنا. والمملكة المتحدة، إلى جانب الأمم المتحدة وشركائنا العرب والأمريكيين وفي الاتحاد الأوروبي، أوضحنا بأن الشعب السوري يحظى بدعمنا الكامل بينما يضطلع بالمهمة الهائلة لبناء مستقبله.
إننا ندعو السلطات المؤقتة الجديدة لدعم حوار سياسي جامع بشأن حوكمة سورية مستقبلا، وحماية حقوق جميع الناس، واحترام القانون الدولي الإنساني، ووضع عملية للعدالة والمساءلة المنصفة. سوف نحكم على السلطات بموجب أفعالها. والعالم يراقب.
بالطبع، سقوط الأسد لا يعني تحسن تلقائي في الأمن في سورية. بل يجب أن نظل يقظين لخطر معاودة بروز داعش، والمملكة المتحدة ملتزمة تماما بدعم مكافحة سورية للإرهاب.
إن احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها ضروري لأجل إحلال السلام والأمن في المنطقة. ونحن ندعو جميع الأطراف لوقف القتال في سورية.
ثانيا، الدعم الإنساني.
هذه فرصة لإنهاء المعاناة التي تكبدها السوريون لفترة طال أمدها. ونحن نرحب بالتواصل الإيجابي بين منسق الشؤون الإنسانية الطارئة والسلطات المؤقتة في سورية.
فقد شهدنا ملايين النازحين السوريين عن ديارهم، دون أن يتوفر لهم المناسب من المأوى والغذاء والدواء والخدمات الأساسية، أو حتى التعليم لأطفالهم.
وبالنسبة للعائدين إلى ديارهم سعيا لإعادة بناء حياتهم، ينبغي على المجتمع الدولي التكاتف معا لدعم احتياجاتهم الفورية.
وفي الأسبوع الماضي أعلنت المملكة المتحدة تقديم مبلغ إضافي قدره 78 مليون دولار لدعم حزمة مساعدات لإعانة المحتاجين السوريين، بمن فيهم اللاجئون السوريون في أنحاء المنطقة.
ثالثا، المحاسبة.
إننا نقف إلى جانب مئات آلاف السوريين الذين تعرضوا للاعتقال القسري والتعذيب والقتل على أيدي النظام. كما نتذكر الرجال والنساء والأطفال في الغوطة ودوما وخان شيخون ضحايا الاستخدام المريع للأسلحة الكيميائية من جانب نظام الأسد.
علينا نحن، المجتمع الدولي، مواصلة السعي للمحاسبة عن هذه الفظائع، بما في ذلك الحفاظ على السجلات المتعلقة بها، إلى جانب التطبيق الكامل للقرار 2118.
وقد قدمت المملكة المتحدة 150,000 دولار دعما لمهام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية للمساعدة في التخلص من ترسانتها من الأسلحة الكيميائية نهائيا.
السيد الرئيس، في الوقت الذي نتطلع فيه إلى سنة 2025 وما بعد، ندعو المجتمع الدولي للتكاتف في دعمه لسورية بينما تسعى إلى المستقبل الذي طالما انتظرته. المستقبل الذي كافحت لأجله. والمستقبل الذي تستحقه.