المملكة المتحدة تظل ملتزمة بدعم مسيرة السودان نحو الديمقراطية
نحثّ جميع الأطراف، بما فيها الجيش، على المشاركة الكاملة وبحسن نية في المرحلة التالية من المحادثات.
مداخلة السفير جيمس كاريوكي في إحاطة مجلس الأمن الدولي بشأن السودان.
شكرا السيدة الرئيسة. اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى الممثل الخاص للأمين العام بيرثيس على إحاطته، وأثني على جهوده وجهود فريقه المستمرة في ظروف غاية في الصعوبة.
قبل التركيز على الوضع في السودان، أودّ أن أشير إلى الهواجس التي أثارتها حكومة السودان في رسالتها إلى المجلس بتاريخ 22 مارس. المملكة المتحدة تدعم بالكامل جهود بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان (بعثة يونيتامز) لرصد الوضع في البلاد، بما في ذلك حقوق الإنسان، وإعداد التقارير حوله على النحو الذي كلفها به هذا المجلس. ولكي تقدم البعثة الدعم المناسب، فإنّ من الضروري أن تكون قادرة على تقديم توصيفٍ كامل ومتوازن في تقاريرها حول الأوضاع في السودان.
ومنذ المرة الأخيرة التي ناقشنا فيها موضوع السودان، بالكاد نرى ما يدعو للتفاؤل. فقد استولى الجيش على السلطة في 25 أكتوبر مدعيا أن الحكومة التي يرأسها المدنيون كانت عاجزةً عن تنفيذ جوانب رئيسية في عملية الانتقال. وفي الأشهر الخمسة التي تلت ذلك، تفاقمت معاناة المواطنين السودانيين العاديين. ولا يزال المواطنون يواجهون العنف، بما في ذلك ما سمعناه عن العنف الجنسي وانتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية والأزمات الإنسانية.
لقد ورثت الحكومة التي كان يرأسها المدنيون تحديات هائلة في عام 2019. ورغم الصعوبات التي واجهتها المرحلة الانتقالية، كان السودان يسير على الطريق نحو مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً واستقرارا. لكن للأسف، عرّض الانقلاب هذه المكاسب للخطر، بما في ذلك ما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي وعملية السلام وحقوق الإنسان، ويحدونا أمل صادق في إمكانية العودة قريباً إلى ذاك الإنجاز.
وبهذا الصدد، نرحب بالتعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ولا سيما جهود الممثل الخاص للأمين العام بيرثيس ومبعوث الاتحاد الأفريقي ليبات، بخصوص المرحلة التالية من المحادثات، بهدف العودة إلى عملية الانتقال. إن هناك فرصة كبيرة لإنهاء الأزمة السياسية. ولقد شعرنا بتفاؤل حيال الإجماعُ على قضايا مثل الحاجة إلى حكومة مدنية، والعدالة والمساءلة، ودور المرأة في عملية الانتقال.
إننا نحثّ جميع الأطراف، بما فيها الجيش، على المشاركة الكاملة وبحسن نية في المرحلة التالية من المحادثات.
نشجب مقتل ما لا يقلّ عن 88 شخصاً منذ بدء الانقلاب. هؤلاء الناس قُتلوا أثناء مطالبتهم بالحرية والسلام والعدالة - وهو الأمر الذي يواصل آلاف السودانيين المطالبة به، على الرغم من التهديد بالعنف. إننا نحث السلطات على السماح بالاحتجاج دون عنف، ورفع حالة الطوارئ، والإفراج عن المعتقلين السياسيين والصحفيين والنشطاء.
لقد ساهمت الأزمة السياسية وممارسات الجيش في تأخير تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، وهو ما أدى إلى مزيد من العنف والتهميش في مناطق مثل دارفور.
ومن النتائج المؤسفة للانقلاب، نشوء المصاعب الاقتصادية وتزايد الحاجة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد. والمملكة المتحدة لديها سجل حافل في تقديم الدعم الاقتصادي والإنساني والسياسي للسودان.
لنكن واضحين، إن تصرفات الجيش هي التي أدت إلى توقف الدعم الاقتصادي الدولي. وإننا نأمل أن تؤدي العودة مبكرا لحكومة انتقالية ذات مصداقية بقيادة مدنية إلى تهيئة الظروف للإصلاحات الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها، واستئناف الدعم الدولي، بما في ذلك تخفيف عبء الديون.
وبدلاً من دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الاقتصادي، دعونا نوجّه النداء إلى الأطراف السودانية المعنية، وخاصة العسكريين، بأن يتوصلوا إلى اتفاق سياسي مستدام وهو ضروري لتمكين استئناف هذا الدعم.
في الختام، تظل المملكة المتحدة ملتزمة بدعم مسيرة السودان نحو الديمقراطية، وتحقيق نداءات الشعب السوداني بالحرية والسلام والعدالة. ونحن، كمجلس الأمن، يجب أن نستمر في التركيز على هذه التطلعات ودعم العملية المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وهيئة إيغاد.