بريطانيا تساعد السوريين لأجل العودة إلى الرقة المحررة
وزيرة التنمية الدولية، بريتي باتل، تدعو لاتخاذ إجراء دولي لإنهاء "الحكم بالإعدام" الذي مازال يواجهه أهالي مدينة الرقة الأبرياء بسبب الألغام المخفية والإصابات التي تكبدوها بسبب الحرب.
تأتي هذه المناشدة من الوزيرة باتل لدى إعلانها لتقديم دعم لإزالة الألغام القاتلة وإعادة تأهيل المشافي واستئناف تقديم العلاج لضحايا هذا الصراع القاتل، ومساعدتهم للعودة بأمان إلى بيوتهم.
بينما تتحرر الرقة من داعش، يجري اتخاذ خطوات أولى لتأمين المدينة، بينما المساعدات البريطانية تمنح “بصيصا من الأمل” لأهالي الرقة بأن سيكون باستطاعتهم يوما ما العودة إلى بيوتهم ومعاودة بناء حياتهم مجددا.
مئات آلاف الرجال والنساء والأطفال ممن لا حيلة لهم فروا من وحشية داعش والقتال في الرقة. واضطر الكثير منهم للمغادرة مخلفين وراءهم كل شيء، ويعانون من إصابات تهدد حياتهم وصدمات نفسية نتيجة سنوات من العنف والقصف المستمرين والألغام الأرضية التي زُرعت في أنحاء المدينة. بينما وقع آخرون أسرى في يد إرهابيي داعش أو أنهم أُجبروا على الاختباء داخل المدينة.
هذا وقد كانت الوزيرة باتل قد أعلنت قبل تحرير الرقة بأن بريطانيا تزيد المساعدات المقدمة لأجل:
- إزالة الألغام والمتفجرات القاتلة، وإتاحة المجال للعائلات للعودة إلى بيوتها دون التعرض لأذى، وضمان استطاعة خبراء المساعدات الإنسانية ومنظمات الإغاثة الوصول لمن هم بحاجة ماسة للمساعدة
- إعادة تجهيز المشافي ووحدات الجراحة المتنقلة في المنطقة بالأدوية والمعدات الطبية الضرورية للمساعدة في تأهيل المرافق الصحية المعطلة
- توفير 145,000 استشارة طبية، بما في ذلك للمصابين بجراح أو من واجهوا المجاعة، ودعم نفسي لنحو 1,600 شخص تعرضوا لصدمات نفسية بسبب أهوال الحرب
- توفير مساعدات فورية للمواطنين الأبرياء الذين اضطروا للنزوح، بما في ذلك 31,000 حزمة مساعدات شملت أواني للطهي وبطانيات لحمايتهم من برد الشتاء
- تحسين توفر الماء النظيف لنحو 15,000 شخص، بما في ذلك صفائح لتعبئة الماء وحبوب مطهرة لمنع انتشار الأمراض المميتة
- مساعدة الحوامل بتوفير 1,000 حزمة ولادة مطهرة لضمان سلامة الأمهات والمواليد أثناء الولادة
قالت وزيرة التنمية الدولية، بريتي باتل:
إن القبضة الحديدية التي حكم بها داعش مدينة الرقة قد أودت بحياة الكثير جدا من الأبرياء. والآن، وبعد طرد هذا التنظيم الوحشي، من الضروري جدا أن يبادر المجتمع الدولي بفعالية لمساعدة أهالي الرقة لإعادة بناء حياتهم.
بعد سنوات من العنف البربري العشوائي الذي مارسه داعش، فإن تحرير الرقة يمنح بصيصا من الأمل – لكن مازال رجال ونساء وأطفال ممن ليست لديهم حيلة يواجهون حكما وحشيا بالإعدام بسبب الألغام الأرضية القاتلة أو الإصابات التي تكبدوها نتيجة الصراع.
بريطانيا تقدم مساعدات منقذة للأرواح لعدد لا يُحصى من السوريين الذين فقدوا كل شيء، حيث توفر العلاج الطبي والماء والبطانيات لمن اضطروا للهروب، وتتخلص من المتفجرات المميتة لضمان استطاعة السكان العودة بأمان بمجرد انتهاء تحرير الرقة بالكامل.
يأتي هذا الإعلان اليوم لدى الإعلان عن تحرير الرقة.
إن الحرب الأهلية السورية الوحشية، التي هي الآن في عامها السابع، قد حصدت بالفعل ما يُقدَّر بنحو 400,000 قتيل، إلى جانب نزوح 11 مليون شخص بسبب الصراع، كما تسببت بنقص حاد بالمواد الغذائية والماء النظيف والرعاية الصحية.
وبريطانيا في طليعة الاستجابة للأزمة السورية، ونقدم بالفعل 20.9 مليون حزمة غذائية شهريا، و8.8 حزمة مساعدات، و3.3 مليون تطعيم ضد الأمراض المميتة، و8.1 مليون استشارة طبية للمحتاجين في سورية.
ملاحظات للمحررين
هذه الحزمة الجديدة من المساعدات البالغة 10 ملايين جنيه استرليني المعلن عنها اليوم هي من المخصصات الجديدة من استجابة المملكة المتحدة للأزمة السورية، وسوف تُقدم من خلال شركاء يعملون بالفعل في المنطقة، بمن فيهم وكالات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التي تعمل على الخط الأمامي داخل محافظة الرقة وفي المنطقة المحيطة بها.
تشمل هذه الحزمة تقديم 5 ملايين جنيه لمنظمة الصحة العالمية و5 ملايين جنيه لمنظمات أخرى غير حكومية. لكن لأسباب أمنية ليس باستطاعة وزارة التنمية الدولية تسمية عدد من شركائنا العاملين داخل سورية.
تعتبر المملكة المتحدة من المانحين الأساسيين استجابة للأزمة الإنسانية في سورية. حيث رصدت حتى الآن 2.46 مليار جنيه من المساعدات الإنسانية للمنطقة.