البيان الختامي الوزاري لأصدقاء سورية
بيان ختامي مشترك صادر عن وزراء خارجية المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والمملكة العربية السعودية وألمانيا وإيطاليا والأردن والإمارات العربية المتحدة.
اجتمع ممثلون عن أصدقاء سورية اليوم مع رئيس الائتلاف الوطني السوري، هادي البحره، للإعراب عن دعمهم الجماعي للمعارضة المعتدلة بزعامة الائتلاف الوطني الذي يخوض حربا على جبهتيْن، إذ يقاتل وحشية نظام الأسد من جهة، ويقاتل المتطرفين ومنهم تنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام) من جهة ثانية.
الوضع في سورية يريعنا. فقد أدى لخسائر بالأرواح بلغت قرابة 200,000 وخلّف ملايين من النازحين والمحتاجين. إن خطر المتطرفين يتزايد باستمرار بالنسبة لنا جميعا. والأسد لا يملك الإرادة أو القدرة على التصدي الفعال لخطر التطرف. وقد فشل في معالجة المظالم الشرعية للشعب السوري، وسمح لغرض في نفسه لخطر داعش بالتنامي واستغله لمواجهة المعارضة المعتدلة. وأسفر ذلك عن تطور التطرف ليتحول إلى مشكلة تشكل خطراً على المنطقة كلها.
وفي غمار البحث عن تسوية سياسية ووضع نهاية للتطرف أصبحت سياسات الأسد هي أساس مشاكل سورية وليس الحل لها. لقد فقد الأسد الشرعيّة وتحوّل إلى محرك للتطرف والطائفية والفرقة، أي العكس تماماً لما تحتاج إليه سورية الآن. ونظام الأسد يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وما زالت أساليبه البربرية تشتمل على استخدام أسلحة كيماوية والتعذيب والإعدام الجماعي، وقمع منهجي للشعب السوري، وإلقاء براميل متفجرة فوق المناطق المدنية، وتحالفات مع ميليشيات خارجية متطرفة، ومنع متعمد لوصول المساعدات الإنسانية، واللجوء لأساليب التجويع وفرض الاستسلام ضد التجمعات السكانية المُحاصرة. هذا يعني أنه ليس بإمكانه أن يلعب أي دور في مستقبل سورية.
واليوم نؤكد على التزامنا بانتقال سياسي حقيقي مرتكز إلى إعلان جنيف. فذلك هو السبيل الوحيدة لمعالجة المظالم المشروعة للشعب السوري، وإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش والأفكار التي يروج لها. وإننا نحث كل المعتدلين في سورية على الوحدة لمقاتلة تنظيم داعش وبناء مستقبل أكثر استقراراً وشمولاً لأطياف المجتمع السوري. إن الجماعات المعتدلة في سورية عنصر حيوي لتسوية سياسية مستقبلية، ولمحاربة الجماعات المتطرفة على الأرض في سورية. ويعكف الكثير من أعضاء مجموعة أصدقاء سورية على زيادة دعمهم للائتلاف الوطني والجماعات المرتبطة به للمساعدة في استقرار المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. وإننا نرحب بالإعلان الأمريكي الأخير عن برنامج تدريب وتجهيز عناصر معتدلة في جماعات معارضة مسلحة.
إننا نقدم دعمنا الجماعي القوي لرؤية الائتلاف الوطني لسورية ديموقراطية وتعددية وتحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون. ونرحب بعزم الائتلاف الوطني على الوصول إلى كل الجماعات في سورية التي تؤمن بهذه القيم. وفي وقت الذي ما زالت فيه البلاد تعاني من التمزق جراء شر مزدوج متمثل بالقمع والتطرف، لا بدّ أن تكون هذه الرؤية منارةً مضيئة، ولن ندّخر أي جهد لتحويلها إلى حقيقة.
ونرحب بالسيد ستيفان دي مستورا في دوْره الجديد ممثلاً خاصاً للأمم المتحدة، ونقدم له دعمنا الكامل.