رد فعل رئيس الوزراء على مقتل موظف الإغاثة ديفيد هينز
"إنهم يقتلون ويذبحون آلاف المسلمين والمسيحيين والأقليات في أنحاء سورية والعراق. وهم يتباهون بوحشيتهم. إنهم يزعمون فعل ذلك باسم الإسلام، وهذا هراء."
قال رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون:
بلدنا ككل يعبر اليوم عن عميق المواساة لعائلة ديفيد هينز. فقد تحملوا بشجاعة بالغة طوال 18 شهرا الماضين منذ اختطاف ديفيد. والآن قُتل ديفيد بأفظع الطرق وأكثرها وحشية على يد تنظيم يُجسّد الشر. وسوف نلاحق مرتكبي هذه الجريمة ونقدمهم لمواجهة العدالة، مهما استغرق ذلك من وقت.
لقد كان ديفيد هينز موظف إغاثة. وضع نفسه بمواجهة الخطر ليس ليسبب الأذى للناس، بل لحماية إخوانه من بني البشر في أشد ساعات حاجتهم - من البلقان وحتى الشرق الأوسط.
وقد تحدثت عائلته عن مدى سعادته حين سمع بأن أوكلت إليه مهمة العمل في سورية. إن إيثاره الآخرين على نفسه ورغبته العارمة بمساعدة الآخرين قد كلفته اليوم حياته.
لكن بلدنا ككل، مثل عائلته الثكلى، يفتخر بما فعل وما رمز إليه من خلال مهمته الإنسانية. لقد كان ديفيد هينز بطلا بريطانيا. واختطاف موظف إغاثة واعتقاله وقتله بوحشية على أيدي داعش يوجز ما يرمز إليه تنظيم داعش.
إنهم يقتلون ويذبحون آلاف الناس، من مسلمين ومسيحيين وأقليات، في أنحاء سورية والعراق. وهم يتباهون بوحشيتهم. إنهم يزعمون فعل ذلك باسم الإسلام، وهذا هراء. فالإسلام دين سلام.
إنهم ليسوا مسلمين، بل هم وحوش. وهم لا يخفون رغبتهم بإلحاق الأذى ليس في منطقة الشرق الأوسط وحسب، بل كذلك بكل من يسعى من الدول أو الشعوب للوقوف في طريقهم أو يتجرأ على الدفاع عن قيم لا يتفقون معها.
لقد كان أحد متعصّبي داعش هو من أطلق النار وقتل أربعة أشخاص في متحف في بروكسيل.
لذا سأكون واضحا هنا. يحتاج الشعب البريطاني أن يعرف بأن ذلك هو تنظيم متعصب اسمه داعش، وهو لا يكتفي بقتل رهينة بريطاني. بل إنه خطط - ومازال يخطط - لشن اعتداءات في أنحاء أوروبا وفي بلدنا.
إننا شعب مسالم. ولا نسعى إلى المواجهة. لكننا بحاجة لأن نفهم.
لا يمكننا تجاهل هذا التهديد لمجتمعنا ولحلفائنا. وليس هناك خيارا يوفر لنا الحماية ببقائنا بعيدين عن الجهود المبذولة. بل إن ذلك لن يؤدي سوى لجعل المشكلة أكثر سوءا، مثلما حصل في الشهور الماضية، ليس فقط بالنسبة لنا، بل أيضا بالنسبة لأوروبا والعالم ككل. لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث إن كنا نريد حماية سلامة بلدنا.
بل علينا مواجهة مصدر التهديد هذا. فعلينا أن نعمل، خطوة بخطوة، على دحر وتفكيك وبالنهاية تدمير تنظيم داعش وكل ما يرمز إليه.
سوف نفعل ذلك بكل روية - لكن بعزم من حديد. ولن نفعل ذلك بمفردنا - لكن بالعمل عن قرب مع حلفائنا، ليس الولايات المتحدة وفي أوروبا وحسب، بل أيضا في المنطقة. لأن هذا التنظيم يشكل تهديدا هائلا لكافة منطقة الشرق الأوسط. وبالتالي فإننا سوف نهزم داعش باتباعنا لاستراتيجية شاملة ومستمرة لمكافحة الإرهاب.
أولا، سوف نعمل مع الحكومة العراقية لضمان أن تكون ممثلة لكافة أطياف الشعب العراقي، وأن تكون قادرة على التصدي لهذا التهديد بفاعلية. وسوف ندعم حكومة إقليم كردستان التي تقف في الجبهة الأمامية بمواجهة داعش. سوف نساعدهم في حماية شعبهم - والأقليات، بمن فيهم المسيحيين، الذين ساعدوا حتى الآن - من خلال توفير الذخائر والتدريب لهم.
ثانيا، سوف نتعاون مع الأمم المتحدة لحشد أوسع تأييد ممكن للتصدي لداعش.
ثالثا، تنفذ الولايات المتحدة عملا عسكريا مباشرا، ونحن ندعم جهودها. وطائرات تورنادو وطائرات الاستطلاع البريطانية تساعد في جمع الاستخبارات وفي الجوانب اللوجستية. ذلك لا يعني وجود قوات مقاتلة بريطانية على الأرض، بل يعني العمل مع الآخرين للقضاء على التهديد الإرهابي. ومع زيادة كثافة هذه الاستراتيجية، فإننا على استعداد لاتخاذ أي خطوات ضرورية لمواجهة هذا التهديد وحماية أمن بلدنا.
رابعا، سنواصل دعم الجهود الإنسانية الهائلة، بما في ذلك بالاستعانة بطائرات سلاح الجو الملكي، لمساعدة ملايين الناس الذين نزحوا فرارا من داعش وباتوا الآن يعيشون في ظروف بائسة.
خامسا، وربما هذا هو الأهم، سنواصل ونعزز باستمرار جهود مكافحة الإرهاب هنا في بريطانيا لمنع وقوع أي اعتداءات ولملاحقة من يخططون لها.
إن المواطنين في كافة أنحاء بلدنا يشعرون بالاشمئزاز من أن مواطنا بريطانيا - مواطنا بريطانيا - هو ربما من نفذ هذه الجريمة التي لا توصف لشناعتها. إنها ضد كل ما يرمز إليه بلدنا ويؤمن به.
إنها مسؤولية الحكومة، ومسؤولية كل فرد منا، العمل على تجفيف هذا السم من مجتمعنا ومواجهة هذا الفكر المعوجّ الذي يدفع بعض شبابنا للتطرف.
إن قتل ديفيد هينز على أيدي داعش لن يثني بريطانيا عن اضطلاعها بمسؤوليتها، إلى جانب حلفائنا، للتصدي للتهديد الذي يشكله هذا التنظيم. بل إنه يقوي عزيمتنا.
علينا أن ندرك أن القضاء على تهديد كهذا يستغرق وقتا طويلا. وهو يتطلب، كما شرحت، اتخاذ إجراءات هنا وفي الخارج. ونحن لا يمكننا فعل ذلك بأنفسنا - بل علينا التعاون مع سائر العالم.
لكن أمننا كأمة بنهاية المطاف، وطريقة حياتنا اليومية في هذا المجتمع الحر والمتسامح في بريطانيا، يعتمد دائما على استعدادنا للتصدي لمن يمثلون الكراهية والدمار.
وهذا هو تماما ما سنفعله.
ديفيد كاميرون
Updates to this page
تاريخ آخر تحديث 14 September 2014 + show all updates
-
Added translation
-
First published.